[2] ليبلغوا الدعوة للعباد **** ويوضحوا مهايع الإرشاد ذكر الناظم في هذا البيت : علة الإرسال المتقدم في البيت الذي قبله ، وهو جواب عن سؤال مقدر ، كأنه قيل له : ما فائدة إرسال الرسل؟ ، فقال : ليبلغوا الدعوة للعباد فاللام في قوله : (( ليبلغوا ))(¬1)لام كي ، ويقال لها - أيضا - لام العلة ، أي أرسل الله - عز وجل - الرسل كي يبلغوا ، أي يوصلوا الدعوة إلى العباد .
ومعنى (( الدعوة )) : [أي](¬2)هي المطالبة بالأوامر والنواهي التي كلف الله بها عباده ، أو تقول معناها : مطالبة العباد بعبادة المعبود ، وكلاهما بمعنى واحد ، فكأنه يقول : أرسل الله - تعالى - الرسل ليبلغوا عن الله - تعالى - إلى عباده ما أمرهم به ونهاهم عنه .
يقال : دعاه يدعو دعوة ، إذا طالبه باتباع طريقته وإجابته إلى ما سأل(¬3)، فدعوة الرسل - عليهم السلام - أممهم : هي طلبهم من أممهم اتباع طريقتهم وإجابتهم إلى ما سألوه .
فقوله : (( ليبلغوا الدعوة للعباد )) ، أي ليوصلوا دعوة الله - عز وجل - إلى العباد التي هي أوامره ، ونواهيه ، واللام في قوله : (( للعباد )) بمعنى إلى(¬4).
كقوله تعالى : { سقناه لبلد ميت }(¬5)، أي إلى بلد ميت .
قوله : (( للعباد )) جمع عبد ، سمي العبد عبدا ، لتذلله وخضوعه ، كما سميت(¬6)الطريق الجادة معبدا لتذللها بوطء الإقدام عليها .
পৃষ্ঠা ৯০