وأما هل هو منقول أو مرتجل ؟ ، ففيه قولان - أيضا - : مذهب جمهور النحاة أنه منقول من الجنسية إلى الاختصاص ، وهو منقول من ((أله)) ، لأن ((إلها)) جنس يقع على كل معبود عبد بحق أو بباطل ، لقوله تعالى : { اجعل لنا إ لها كما لهم ءالهة }(¬5)، ثم دخل عليه الألف واللام ، فصار اسما علما خاصا بالبارئ جل وعلا قال بعض الفقهاء ناكثا على هذا القول : هذا مليح وليس بصحيح ؛ لأنه رد الفرع أصلا معا(¬1)، والأصل فرعا مع أنه محجوج بالجماعة من أهل التأويل والصناعة .
ومذهب جمهور الفقهاء : أنه اسم مرتجل علم غير مسبوق باسم آخر ينقل عنه .
قال بعض الفقهاء : " الله " اسم علم ليس بمنقول ولا مشتق على الصحيح من القول ، وهو قول أهل التأويل وأهل المعرفة بأسرار التنزيل .
هذا ما يتعلق بقوله : (( الحمد لله )) .
قوله : (( العظيم المنن )) ، معناه : الكثير المنن ، أي الكثير العطايا والهدايا ؛ لأن المنن : هي العطايا وهو جمع ومفرده منة ؛ لأنك تقول في المفرد منة ، وتقول في الجمع منن ، كما تقول : ملة وملل ، وعلة وعلل ، وفتنة وفتن ، ونحلة ونحل ، ومنحة ومنح ، وسدرة وسدر ، وقربة وقرب ، وغير ذلك ؛ لأن : (( فعلة )) بكسر الفاء وسكون العين يجمع على : (( فعل )) بكسر الفاء وفتح العين قياسا .
وقوله(¬2): (( العظيم )) هو نعت (( لله )) في اللفظ ، وهو في المعنى نعت ((للمنن)) تقدير الكلام : الحمد لله ذي المنن العظيمة ، أي صاحب العطايا والهدايا الكثيرة .
فقوله : (( العظيم )) نعت جار على غير من هو له ؛ لأنه جار على الله في اللفظ وهو في الحقيقة للمنن ، تقدير الكلام : الحمد لله العظيمة مننه .
فقوله : (( المنن )) هو في الحقيقة فاعل .
فقوله : (( العظيم )) اسم فاعل يقدر بالفعل الذي أخذ منه ، والألف واللام فيه موصولة بمعنى الذي ، تقدير الكلام : الحمد لله الذي عظمت مننه .
পৃষ্ঠা ৮১