ومحله منها، وسببه من تنافر أو غرابة أو تعقيد. ثم اذكر بعد ذلك العيب ما فيها من المحاسن؛ ليزول بنوره ظلام غيهب هاتيك القصيدة.
وكل قصيدة فيها عيب، كان روية على ذلك الحرف، ذكرتها فيه، وذكرت ما فيها من المحاسن أو
مما ينافيه، وكلما أوردت بيتا، أمطت عن وجه معانيه النقاب وذكرت معه ما يحتاج إليه من لغة
واعراب، وأجبت عن مشكلة بأوضح الأجوبة، وأرحت الواقف عليه من أن يكد فكره في فهمه أو
يتعبه ..
خلاصة رأيه:
وبالجملة فمعايب أبي الطيب تعد ومحاسنة لا تحصى ولا تحد، وهو، وإن كن بحرا لا يمتطى
ثبحبه، ولا تخاض لججه، فالبحر قد يغور، وإن كان قد طمي، والسهم قد يجوز الغرض وإن كان
مقوما، والماء العذب، ربما خالطه الكدر ، وغائص اللجة ربما أعياه إخراج الدرر، وكل يؤخذ من
كلامه ويرد عليه، وينسب له السقطات والهفوات وتضاف اليه، الا من جعله الله من أهل العصمة،
وحفظه من كل منقصة، ووصمة.
رجع إلى منهجه:
وعند انتهاء ما أوردناه من غرر المحاسن وعرر المعايب، واجتناب ما نبذ من الخبائث، واجتناء ما
পৃষ্ঠা ৬