150

هذا من ابتداءاته القبيحة، ومطالعه الركيكة، فان لفظ: (أثلث) ثقيل في السمع. والمعنى: يقول للطلل: كن ثالثا في البكاء على فقد الأحبة، فأنا نبكي والإبل ترزم لحنين كالبكاء، والأرزام: حنين

الناقة، وهذا مأخوذ من قولهم: (ثلثت الرجلين أثلثهما. إذا صرت ثلثهما). وقد سبقه إلى هذا المعنى

البحتري، وأورده لأعذب مما أورده أبو الطيب فقال (الخفيف - قافية المتواتر):

للبحتري:

أطلبا ثالثا سواي فأني...رابع العيس والدجى والبيد

ومن عيوبها قوله في المديح:

وإلى حصى أرض أقام بها...بالناس من تقبيله يلل

فأن لفظ: (اليلل) غريب وحشي، لا يأنس إليه السمع، وهو من اختراعاته التي لم يسبق إليها.

واليلل: إقبال الأسنان وانعطافها على باطن الفم. وقوله: (إلى)، متعلق بقوله - في البيت قبله -

يشتاق ... ، والمعنى: (يشتاق) إلى حصى أرض أقام بها، ولكثرة ما يقبل الناس ذلك الحصى لهم في

أسنانهم اليلل، فقصرت أسنانهم.

محاسنها:

والقصيدة غالبا غرر ومحاسن، ومن محاسنها قوله في الغزل:

পৃষ্ঠা ১৫০