161

(171) اتبيه المغترين للإمام الشعرانى القوم غافل عن تذكر الموت لحديث: "ومن أراد الآخرة ترك الدنيا"(1)، اوفى الحديث أيضا : "عودوا المريض واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة"(2)، انى وإذا ذكرتم الآخرة زهدتم فى ملاذ الدتيا.

اقد كانوا إذا حضروا جنازة يستغرقون في التفكر في ذكر الموت أحوال الناس فى القبور حتى يظل أحدهم مسحزوثا الأيام المتوالية يعرفون لك الحزن في وجهه . وقد كان يحتيى بن أبي كثير - رحمه الله تعالى - إذا ايع جنازة يرجعون به في النعش لا يستطيع المشى ولا الركوب، ويمكث الأيام لا يقدر أحد أن يكلمه من شدة خوفه . وقد كان أهل الزمن الأول استحبون خفض الصوت عند الجنازة، ويزجرون من يرفع صوقه، ويقولون الهل: ما أنت إلا جبار أما فى رؤيتك للموت موعظة . قلت : وإنما سكت العلماء عن رفع الصوت بالذكر والصلاة على النبى -- حتى علموا كثرة لغط الناس فى الجنائز فرأوا أن ذكر الله تعالى أولى من حديث الدنيا امن باب ظلم دون ظلم، والله تعالى أعلم قد رأي عبد الله بن مسعود -12ف- رجلا يضحك في جنازة جره تم هجره أياما، قال : ورأى الحسن اليصرى - رحمه الله تعالى اجلا يأكل في المقبرة فزجره، وقال له : إنك منافق. وكان الأعمش حمه الله تعالى - يقول: كنا نحضر الجنائز فلا ندرى من نعزي من شدة ععوم الحزن للقوم وبكائهم. وقد كان حاتم الأصم - رحمه الله تعالى اقول: مداواة القلب بحضور الجنائز فريضة . وكان إيراهيم الزيات احمه الله تعالى - إذا رأى أحدا يبكى فى الجنازة يقول له : ابك على نفسك يا أخى، وترحم عليها، فإن هذا الميت قد نجا من ثلاث: رأى لك الموت -يتلمس، وذاق حرارة الموت، وأمن من سوء الخاتم خلافك أنت . اه (1) حسن: أخرجه الترمذى (ح 2458) قي صفة القيامة، باب: 24، وأحمد (1/ 387)، االحاكم (4/ 323)، وحسنه الشيخ الألباتى.

(2) أخرجه أحمد (3/ 23، 48) من حديث جابر بن عبد الله-فاش

অজানা পৃষ্ঠা