============================================================
التمهيد لى أصول الدين وهما يكونان بالقلب، فكذا ما يضادهما؛ إذ لا تضاد يتحقق عند تغاير المحلين(1)، والذى يدل عليه أن الله تعالى فرق بين الإيمان وبين كل عبادة بالاسم المعطوف عليه(2) ما فرق بين العبادات بالأسماء المعطوفة المفعولة لها على ما قال تعالى: (إنما يغمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآغر وأقام الصلاة وآتى الزكاة) [التوبة: 18]، فقد عطف اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة على الإيمان، ولا شك فى ثبوت المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه، وقال تعالى: (بن الذين آمتوا وعملوا الصالحات) [يونس:9]؛ ولهذا يفزع أعداء الله عند معاينة العذاب الى التصديق دون غيره من الأفعال، كما فطل فرعون وقسوم يونس عليه السلام، يحققه أن الله تعالى خاطب بالاسم الإيمان، ثم أوجب الأعمال على ما قال تعالى: (يا أيها للذين آمتوا كتب عليكم اللصيام) [البقرة:183]، وذا دليل التغاير، وقصر اسم الإيمان على التصديق، وبالوقوف(2) على هذا ثبت بطلان قول من جعل الأعمال ايمانا وهو قول فقهاء أصحاب الحديث واكثر متكلميهم، يحققه أنهم لو جعلوا اسم الإيمان واقعا على مجموع التصديق والإقرار والأعمال كلها لأوجب ذلك زوال الإيمان بزوال بعض الأعمال، أو بزوال كلها، وأهل الحديث يأبون هذا، (1) والعحل هنا واحد وهو القلب.
(2) يضى: الذى يدل على هذا الفرق هو ما فرق به بين العبادات والأسماء المعطوفة الملعولة (3) الباء ساقطة من الأصل.
পৃষ্ঠা ১৪৮