============================================================
التهيد فى أصول للدين ضد ما تقتضيه الحكمة من الصفات، فيستحق العبد المذمة دون الله تعالى، بل هو المستحق لكل حمد على ما قررنا، والله الموفق.
وما زعموا أن ليس وراء الوجود معنى يتعلق به القدرة، قلنا: مجموع ما ذكرنا من الدليلين أن العبد له فعل وليست له قدرة التخليق يبطل هذا الكلام، ولا حاجة بنا إلى بيان الجهة التى يتطق بها قدرة العبد، بل بنا الحاجة إلى إثبات أنه ليس بمجبور، وأنه فاعل عن اختيار، وأنه لايس بمخترع، وقد فرغتا عن ذلك كله بحمد الله تعالى.
. ثم لما ثبت أن الإيجاد ليس من قيل العبد، وأن له فطا فيتعلق بما هو فطه الثواب والعقاب، والوعد والوعيد، والأمر والنهى، والحمد والذم، وإن كان ذلك غير متعلق بالإيجاد، على أن عندتا الموجد بايجاد الله تعالى باختيار العبد هو فعل اللعبد، وليس بفعل الله تعالى بل هو مفعوله، وهذه المعانى متعلقة بمفعوله لا بفعطله الذى هو الايجاد، والله الموفق.
ثم إن مذهب جمهور للمعتزلة: "أن المعدوم شىء، وأكثرهم يزعمون أنه عرض، وكذا هو ذات وحركة، والشسىء شىء لنفسه، والموجود موجود لنفسه، والقدرة متعلقة بالوجود دون الشيئية، وإن كان كل منهما راجعا إلى الذلت، وتعلق القدرة بالوجود لا يوجب تعلقها بالشيئية، ولا بالعرضية، ولا بالذاتية، ولا بكونه حركة، وإن لم يكن الوجود معنى وراهها، كذا قدرة الصانع جل وعلا متعلقة بسالوجود لا غير، ولا تعلق لها بالجوهرية ولا بالشيئية ولا بالعرضية، وانعدام التعلق بهذه الوجوه لم يمنع من تعلقها بالوجود، وإن كان الوجود راجقا إلى
পৃষ্ঠা ১০৫