============================================================
السهيد شح معالمر العدل والنوحيل فأما أن الغرض بيان كون الرؤية ممكنة أو غير ممكنة فهو أمر غير مطلوب ولا مقصود، فلو كان الغرض من التعليق بيان صحة الرؤية واستحالتها لم يكن الجواب مطابقا، فثبت أن الغرض بيان نفي وجودها لانتفاء شرطها، وهو المطلوب.
الشبهة الثالثة وهو التوجيه الثالث من سؤال الرؤية، قوله تعالى: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا. والتجلي هو الظهور والتكشف، وإذا جاز أن يتجلى للجبل جاز أن يتجلى لغيره.
والجواب أن التجلي لا يخلو إما أن يكون المراد به التجلي بذاته أو بآياته ، والأول باطل؛ لأن التجلي في اللسان يراد به وجهان: أحدهما الظهور والتكشف كما يقال: تجلى الهلال للناظرين. أي ظهر.
والثاني يراد به مقابلة الشيء كما يقال: تجلى لي فلان فنظرت إليه، وتجلى البارئ للعبد إذا رفع رأسه فقابله ونظر إليه. ولا يمكن حمل التجلي في الآية على هذين الوجهين لاستحالتهما على الله تعالى؛ لأنهما لا يجوزان إلا على الأجسام، وهو تابع لها، فبطل حمل الآية عليهما، وإن كان الغرض التجلي بآياته فلا شك أن تجلي الله بآياته هو ظهور آياته، والآية الظاهرة التي كان الله بها متجليا هو تقطيعه للجبل، فحينئذ يصير معنى الآية: فلما تجلى الله بآياته للجبل جعله دكا. وهذا لا يفيد معنى الرؤية في حال، فبطل ما توهموه من الآية(1).
الشبهة الرابعة تمسكهم بقوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)(2) قالوا: ل ووجه الاستدلال بهذه الآية أن النظر وإن جاء في اللغة لمعان عدة إلا أن الأمة مجمعة على أن المراد به في هذه الآية أحد أمور ثلاثة: حهنا انتهى الجزء المصور والموجود من المخطوط في دار الكتب المصرية والذي يقع في 112 لوحة.
2- سورة القيامة: آية 23-22.
পৃষ্ঠা ৩২১