============================================================
السهيل شح معالمر العدل والتوحيل الشبهة الثانية قالوا: لو لم يكن متكلما فيما لم يزل لكان أخرس أو ساكتا، والخرس والسكوت محالان عليه، فكونه غير متكلم في الأزل محال.
وجوابه ما تريدون بقولكم إنه لو لم يكن متكلما في الأزل لكان أخرس أو ساكتا، تعنون بكونه أخرس أو ساكتا أنه غير متكلم ؟ فهذا هو مذهبنا، ولا استحالة فيه. أو تريدون آنه إذا كان غير متكلم في الأزل فهو ذو آفة من الخرس والسكوت، فهذا ليس بلازم إذا لم يكن متكلما أن يكون أخرس أو ساكتا؛ لأن الخرس والسكوت إنما يجوزان على من كان متكلما بآلة فيلحقها الفساد والتقصير، وهو تعالى غير متكلم بآلة فلا يلحقه خرس ولا سكوت، فثبت أنه تعالى متكلم بكلام محدث، وهو المطلوب. (1) الفصل الثالث في كونه تعالى صادقا اعلم أنه لا خلاف بين المسلمين في وصف الله تعالى بكونه صادقا، ولكن اختلفوا في كيفية إثباته بحسب اختلافهم في مسألتي الحسن والقبح.
فعندنا وهو مذهب المعتزلة أن إثبات كونه تعالى صادقا مقرر على قواعد الحكمة كما سيأتي شرحه عند الكلام في أفعاله تعالى، وحاصل الدلالة أنه تعالى لو لم يكن صادقا لكان كاذبا، والكذب قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح.
وأما الأشعرية فاستدلوا على صدقه تعالى بوجهين: - جاء في الهامش: فأما ما يحكى عن الملقب بالبرغوث من أن الله تعالى متكلم لذاته فهو خطأ، وما أوردناه على الأشعرية من بطلان المتكلمية حالة زائدة وأنها ثابتة في الأزل فهو مبطل لما قاله البرغوث، وجميع ما يورده المعتزلة في إبطال مذهبه فإنه غير لازم؛ لأنها مبنية على أنه فاعل للكلام لذاته، وهو عمن لا يقول به وإنما مذهبه إثيات حالة للذات هي المتكلمية لا غير.
পৃষ্ঠা ২৫৯