============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنرحيل لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تنره الناس حتى يكونوا مؤمنين) (1) فبين أنه تعالى قادر على إكراههم على الايمان وقسرهم عليه ولكن وكلهم في الايمان إلى اختيارهم؛ ليتم التكليف ويحسن الأمر والنهي والثواب والعقاب، لأن ذلك لا يتم إلا مع كمال الاختيار اال وزوال القسر؛ ليحصل بكمال الطاعة الثواب ويحصل بوقوع المعصية العقاب، كما قال: (وقل الخحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(2).
ال وثانيهما أن هذه الآيات معارضة بالآيات التي قدمناها، فإذا كانت الظواهر في هذه الآيات متعارضة وجب الرجوع إلى أدلة العقل، فهذا تمام القول في الإرادة.
القول في كونه تعالى متكلما ويشتمل على تمهيد وفصول ثلاثة: أما التمهيد فنذكر فيه تلخيص محل النزاع فنقول: اتفق المسلمون على وصف الله تعالى بكونه متكلما، واختلفوا في فائدته، فعندنا وهو مذهب المعتزلة أن المعنى بكونه تعالى متكلما أانه خلق هذه الحروف والأصوات في جسم ، وأما الأشعرية فزعموا أن كلام الله صفة حقيقية مغايرة هذه الحروف والأصوات، وأن ذاته تعالى موصوفة بهذه الصفة.
واعلم أن التحقيق أنه لا نزاع بيننا وبين الأشعرية في كونه تعالى متكلما بالمعنى الذي ذكرناه وهو آن معنى كونه تعالى متكلما هو خلقه هذه الحروف والأصوات في جسم؛ لأن النزاع بيننا وبينهم إما أن يكون واقعا في اللفظ أو في المعنى. أما النزاع في المعنى فإما أن يكون في الصحة أو في الوقوع. أما النزاع في الصحة فذلك غير ممكن؛ لأنا متفقون على أن ا- سورة يونس: آية 99.
2- سورة الكهف: آية 29.
পৃষ্ঠা ২৪৫