============================================================
الشبيد شح معالمر العدل والتوحيل والحق أن حقيقة ذاته تعالى وكنهها غير معلوم لنا، ويدل عليه مسلكان: المسلك الأول أن المعلوم لنا منه تعالى ليس إلا الصفات السلبية أو الإضافية، وشيء منها ليس نفس حقيقته. أما أن المعلوم لنا منه ليس إلا الصفات السلبية أو الإضافية؛ فلأن الذي عرفناه منه من الصفات الإضافية هو أنه يمكنه أن يوجد الأشياء وألا يوجدها، وهو المعنى بالقادرية، وأنه يمكنه إيجادها على نعت الإحكام والإتقان وهو المعنى بالعالمية، والذي عرفناه من الصفات السلبية أنه ليس بمتحيز ولا حاصل في جهة ولا محل لشيء، ولا حال في شيء، ولا موصوف بصفات الأجسام من الشهوة والنفرة والألم واللذة، وكلها اضافات وسلوب، وإذا تصفحنا ما علمناه منه فليس إلا هذه الأمور، ونحن نعلم بالضرورة أن السلوب والإضافات لا بد لها من ذات مستقلة بنفسها متقومة بحقيقتها، وتكون موصوفة بهذه السلوب والاضافات، فإذا كنا لا نعرف حقيقة الذات الموصوفة بهذه السلوب والاضافات ثبت أنا لا نعرف حقيقة ذاته.
المسلك الثاني أنا إذا خيرنا أنفسنا وجربناها وجدناها غير عالمة بحقيقة شيء من الأشياء مفصلا إلا من وجهين: أحدهما الادراك بالحس نحو العلم بمدركات الحواس الخمسة.
وثانيهما الوجدان من النفس مثل علمنا بحقيقة الألم واللذة والجوع والعطش، فأما سائر الأشياء فإنه لا سبيل لنا إلى معرفتها إلا على الوجه الإجمالي، فإذا عرفت ذلك فنقول: أما الادراك فيستحيل في حقه تعالى؛ لأنه تعالى لا يدرك بحاسة كما سيأتي شرحه إن شاء الله تعالى، ويستحيل آنا نجد من آنفسنا معرفة حقيقته، فوجب القطع بأنا لا نعلمه، وهو المقصود.
ال و تمام تقرير الدليل بذكر الأسثلة والانفصال عنها
পৃষ্ঠা ২২০