তামাল্লুক ফরাঁসাওয়্যা আকতার মিসরিয়া
ذكر تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية والبلاد الشامية
জনগুলি
الشاهد به بياد
أحد أصحاب الوظايف
وفي الساعتين ونصف بعد نصف الليل صعد القايد العام نحو الملك لويس، وعرفه أنه يزمع أن يذهب إلى الموت، فأجابه الملك: إنني مستعد لذلك، وإذ خرج من مكانه وصعد إلى الكروسي حيث كان معلم اعترافه، وقد اصطفت العساكر في التبيعة حيث كان مكان الموت، وقد كان صمت كلي، وأما الملك لويس بعدما قرأ صلاة المنازعين تعرى من ثيابه بشجاعة فريدة وقلب غير مرتجف، وصرخ بصوت عال: أيها الفرنساويون إنني أموت بريا، وأغفر لكل أعدائي، وأرغب أن موتي يكون مفيدا للشعب، ثم أمر القايد العام إلى الجلاد أن يتمم وظيفته، وفي الحال قطع رأسه، وكان حزنا عظيما عند الذين كانوا من حزب الملك.
وأما الشعب فكان عنده سرور عظيم وصنعوا في مثل ذلك اليوم عيدا في كل سنة؛ تذكارا لقتل الملك وانتصار الشعب، وكان ذلك في مبادي شهر أيلول في سنة 1793، وجعلوه بدو سنتهم ولقبوه تاريخا للمشيخة، وغيروا الأشهر النصرانية ورتبوها أشهر جديدة، وسموها أسامي مختلفة، وأبقوها ثلثين يوما على خلاف عدتها الأولى، وفي ذلك الوقت رفضوا الديانة، وأقفلوا الكنايس والأديرة الرهبانية، وقتلوا الرهبان والراهبات وعدة من الأساقفة، وأرموا الأيقونات، وكسروا الصلبان، وكان خراب عظيم في تلك المملكة وأهوال متلفة مهلكة، وحدث عدة مواقع بينهم وبين حزب السلطان، ولا زالت تزداد وتنمو الأحقاد وتتجند الأجناد وتهلك العباد حتى ضعف حزب السلطان وقويت شوكة المشيخة قوة عظيمة.
وبعد أن اعتدل ميزانها ووطدت أركانها، وأهلكوا أخصامها، فأنفذوا كتابات لساير الملوك يعرفونهم عن تأييد مشيختهم، وهذا ما تضمنته كتاباتهم:
إن كل من يقر بمشيختنا فهو حبيب لنا، ومن لم يقر بمشيختنا فهو عدو لنا ويستعد إلى محاربتنا؛ لأننا قد استعدينا أن نحارب المسكونة بأسرها.
ثم كتبوا مثل ذلك إلى الدولة العثمانية، وقد كانت هذه الدولة المذكورة من قيامها متحدة مع الدولة الفرنساوية دايما، فقبلت كتابتهم وقرت بمشيختهم، وأما الملوك الإفرنجية حين وصلتهم كتابة الفرنساوية نهضوا جميعا باتفاق على قدم وساق، وعزموا على حرب ذلك الشعب الخارج عن الأسلوب ليلا تتشبه به بقية الشعوب، فأول من أشهر عليهم بالحروب ملك النمسا الإنبراطور؛ لأنهم قد قتلوا شقيقته وزوجها ملكهم، ثم نهضت ضدهم دولة الإنكليز، ثم سلطان إسبانيا، ثم سلطان إيطاليا، ثم البابا سلطان مدينة رومية العظيمة، وباقي سلاطين بلاد أوروبا، ولكون أن شعب هذه المملكة هو أوفر عددا من ساير الشعوب، فاعتصبوا جميعهم عصبة واحدة، واستعدوا لحرب جميع مضاديهم، وخرجوا من مدينة باريز إلى قتال أعدائهم الواردين عليهم من كل ناحية، وابتدوا يحاصرون مدينة بعد مدينة ومملكة بعد مملكة، وهم في عساكر كالبحار الزاخرة، بآلات الحرب الوافرة، والقوات القادرة، إلى أن اشتهر بأسهم واقتدارهم، وانتشر تملكهم وانتصارهم، وتملكوا حصونا وقلعا وبلدانا وضيعا، واستولوا على ممالك بلاد إيطاليا، وكانت حكم أحد عشر سلطانا، وامتلكوا عدة قلع من بلاد النمسا.
وكان ذلك الانتصار والتملك عن يد ذلك الليث الظاهر والأسد الكاسر، الفرد الفريد والبطل الصنديد؛ أمير الجيوش بونابرته، وكان هذا من بعض كبار المشيخة الفرنساوية، وكان قصير القامة رقيق الجسم أصفر اللون، باعه اليمين أطول من اليسار، مملوا من الحكمة مشمولا بالسعد والنعمة، يبلغ من العمر ثمانية وعشرين سنة، وهو أطلياني الأصل من جزيرة كورسيكا، وتربيته في مدينة باريز كرسي دولة الفرنساوية، وعندما اقتربت تلك الجيوش الفرنساوية إلى كرسي مملكة الإنبراطور؛ أي ملك النمسا عقد أمير الجيوش بونابارته صلحا مع الملك الإنبراطور على شروط مكتومة غير ظاهرة، ونهض من هناك سايرا إلى مملكة البندقية ودخل دخولا عجيبا؛ لأن مدينة البندقية هي بكر الأبكار؛ لكون أنها من حين ما بنيت وقامت مشيختها قط ما دخلها داخل ولا سطا عليها عدو، واستولى على جميع مدنها وجزايرها وتملك على كنوزها وذخايرها، ثم إنه سلم مدينة البندقية إلى ملك النمسا، وأبقى جزيرة كورفو له، ووضع بها ستة آلاف صلدات، ومن هناك سار بالجيوش إلى مدينة رومية العظمى.
وبعد حروب شديدة وأيام عديدة مع عساكر البابا تملك رومية، وهزم البابا واستولى على كنوزه وذخايره، وسلب أموال أهل الجزيرة، وخرب نظام تلك المدينة الجليلة، وأهان طغمة الأكلريكين والرهبان، وازدرى بالذخاير والصلبان، وكان اضطهاد عظيم على المسيحيين، وكثير من أهل رومية تبعوا رأي الفرنساوية، ومكث مدة في رومية وأتى إلى مدينة باريز.
وكان مدة حروبهم في البلاد الإفرنجية ستة سنوات، وطاعتهم غالب البلاد المذكورة، وقد كانت الفرنساوية جهزت عمارة عظيمة في طولون، وكان عدتها أربعماية وخمسين مركبا، وعدة عساكرها ستين ألفا، ورؤساء العساكر ستة وعشرون رجلا معروفين بالشجاعة والقوة والبراعة، وعدة الصلدات الحربية ستة وثلاثون ألفا، وباقي العساكر فيسالية وأصحاب صنايع ونوتية، وحين تمت العمارة ركب بها وصار طالبا جزيرة مالطة، وعندما وصل إليها حاصرها مدة قليلة، وافتتحها في شهر أيار المطابق إلى شهر ذي القعدة سنة 1212 هجرية بعد قيام تلك المشيخة بخمسة سنين، وقيل إن ذلك كان بولس الكوليرية الفرنساويين الذين كانوا موجودين بها، وبعد توليهم على مدينة مالطة رفعوا منها الحكام الكوليرية الذين كانوا من قبل ساير الملوك الإفرنجية، وأطلقوا المأسورين بها من الإسلام وأرسلوهم إلى بلدانهم بالسلام، وأوعدوهم بأن ما عاد يسير استئسار على الإسلام من المالطية على الدوام، ثم أمرهم أن يبشروا بذلك في جميع بلدان المسلمين، ويشكروا بذلك فضل الفرنساوية، وبعد ذلك وضع في مدينة مالطة ستة آلاف مقاتل من الفرنساويين، وأخذ عوضها من المالطيين، وصار في تلك النية قاصدا مدينة الإسكندرية، هذا ما كان من أمير الجيوش بونابارته.
অজানা পৃষ্ঠা