============================================================
وجه التاليف خطية الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما آنعم، وعلم من البيان ما لم نعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من نطق بالصواب، وأفضل من أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، أما بعد فلما كان علم البلاغة وتوابعها من أجل العلوم قدرا وأدقها سرا؛ إذ به ثعرف دقائق العربية وأسرارها، ويكشف عن وجوه الإعجاز في نظم القرآن أستارها، وكان القسم الثالث من "مفتاح العلوم" الذي صنفه الفاضل العلامة أبويعقوب يوسف السكاكي أعظم ما صنف فيه من الكتب المشهورة نفعا؛ لكونه أحسنها ترتيبا وأتمها تحريرا واكثرها للأصول جمعا، ولكن كان غير مصون عن الحشو...00 الحمد: هو الثناء باللسان على قصد التعظيم، سواء تعلق بالنعمة أو بغيرها، والشكر فعل ينبي عن تعظيم المنعم لكونه منعما، سواء كان باللسان أو بالجنان أو بالأركان، فالحمد اعم من الشكر باعتبار المتعلق، وأحص باعتبار المورد، والشكر بالعكس. لله: هو اسم للذات الواحب الوحود المستحمع لجميع المحامد. ما أنعم. اما1 مصدرية أى على إنعامه. من البيان: هذا بيان لقوله: اما لم تعلم، قدمه رعاية للسحع، والبيان هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير. الحكمة: هي علم الشرائع وكل كلام وافق الحق. وفي "القاموس": الحكمة: العدل والعلم والنبوة.
وفصل الخطاب: أي الخطاب المفصول البين، أو الفاصل بين الحق والباطل. وتوابعها: أى علم البلاغة وهي البديع العلوم. التسعة، وهي الصرف والنحو والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع والقوافي والعروض والمنطق.
إذ به تعرف: أى بعلم البلاغة لا بغيره، كالنحو والصرف واللغة. ويكشف إلخ: أي به يعرف أن القرآن معحز؛ لكونه في أعلى مراتب البلاغة؛ لاشتماله على الدقائق والأسرار الخارحة عن طوق البشر. السكاكي: لما كان أبوه سكاكا أي يفعل السكين، نسب إليه، وقيل: سكاك اسم حي أي قبيلة من اليمن. (فخر الحسن) الكتب المشهورة: وهو دلائل الإعحاز" و"أسرار البلاغة" و"المصباح() واهاية الايجاز" (فخر الحسن).
ترتيبا: هو وضع كل شيء في مرتبته. تحريرا: هو هذيب الكلام عن الزوائد. الحشو: هو الزوائد المتعين المستغنى عنه، والتطويل: هو الزائد على أصل المراد بلا فائلق ويكون غير متعين، والتعقيد: هو كون الكلام مغلقا لا يظهر معناه بسهولة، لخلل في اللفظ أو في الانتقال. وكونه أتم بالنسبة إلى الكتب لا ينافي اشتماله على الحشو والتطويل في نفسه.
পৃষ্ঠা ৬