============================================================
الفن الأول أحوال المسند إليه أما حذفه فللاحتراز عن العبث بناء على الظاهر، أو تخييل العدول إلى أقوى الدليلين من العقل واللفظ، كقوله: قال لي كيف أنت قلت عليل أو اختبار تنبه السامع عند القرينة، أو مقدار تنبهه، أو إيهام صونه عن لسانك، أو عكسه، أو تأتى الإنكار لدى الحاجة، أو تعينه، أو ادعاء التعين، أو نحو ذلك.
وأما ذكره: فلكونه الأصل ولا مقتضى للعدول عنه، أو للاحتياط؛ لضعف التعويل على القرينة، أو التنبيه على غباوة السامع، أو زيادة الإيضاح والتقرير، أو إظهار تعظيمه، أو إهانته، أو التبرك بذكره أو استلذاذه، أو بسط الكلام حيث الإصغاء مطلوب نحو: هي عصاي (طه18). وأما تعريفه: فبالاضمار؛ لأن المقام للمتكلم أو الخطاب أو الغيبة، وأصل الخطاب أن يكون لمعين، وقد يترك إلى غيره؛ ليعم كل مخاطب نحو: ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رووسهم} (السحدة:12) أي تناهت حالهم في الظهور فلا يختص به مخاطب، وبالعلمية لإحضاره بعينه في ذهن: قلت عليل: لم يقل: "أنا عليل1؛ للاحتراز والتخييل المذكورين سابقا. أو التبيه: كضيق المقام عن إطالة الكلام، أو المحافظة على وزن أو سحع أو قافية ونحوه. هي إلخ: وهذا زاد على الجواب، وكان يتم الجواب عن قوله تعالى: وما تلك بيمينك يا موسى} (طه:17) أن يقول: عصاي، ثم ذكر المسند إليه وزاد، فقال: {هي عصاي أتوكا عليها .}، ولنعم ما قيل بيت: لذيذ بود حكايت در از تر عفتم چنانكه حرف عصا گفت موى اندر طور فبالاضمار: قدم المضمرات؛ لأفا أعرف المعارف. أصل الخطاب إلخ جواب سؤال مقدر، تقديره آن ضمير الخطاب قد لا يكون لمعين، فلا يكون معرفة، فأجاب بأن الأصل في الخطاب هو التعين؛ لكن قد يعم الخطاب كل مخاطب على سبيل البدل. لإحضاره: هذه القيود لتحقق مقام العلمية، وإلا فالقيد الأخير مغن عما سبق.
পৃষ্ঠা ১৯