145

============================================================

الفن الثالث وقول أبي نواس: وليس من له مستنكر أن يجمع العالم في واحد ومنه: القلب: وهو أن يكون معنى الثاني نقيض معنى الأول، كقول أبي الشيص: أحد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم وقول أبي الطيب: أبه وأحب فيه ملامة إن الملامة فيه من أعداته ومنه: أن يؤخذ بعض المعنى، ويضاف إليه ما يحسنه، كقول الأفوه: وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة آن ستمار وقول أبي تمام: وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى بعقبان طير في الدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأفا من الجيش إلا أها لم تقاتل فإن أبا تمام لم يلم بشيء من معنى قول الأفوه: رأي عين1)، ولا من معنى قوله: الثقة أن ستمار1، لكن زاد عليه بقوله: "إلا أفها لم تقاتل1، وبقوله: 1في الدماء نواهل1،....

ان يجمع العالم: فانه يشمل الناس وغيرهم، فهو أشمل من معنى بيت جرير. من أعدائه: وما يصدر عن عدو المحبوب يكون مبغوضا، وهذا تقيض معن بيت أبي الشيص لكن كلا منهما باعتبار آخر؛ ولهذا قالو: الأحسن في هذا النوع أن ييين السبب. وأي عين: أي الدال على قرب الطير من الجيش بحيث ترى عيانا لا تخيلا، وهذا مما يؤكد شجاعتهم وقتلهم الأعادي. أن ستمار: (هذا من الميرة وهى جلب الطعام) أي ستطعم من لحوم من تقتلهم.

وقد ظللت: أي القي عليها الظل وصارت ذوات ظل. نواهل: من هل إذ روي أي سيراب شد ولا: زأي ولا بشيء من معن قوله: ثقة إلخ) أي الدال على وثوق الطير بالميرة؛ لإعتيادها بذلك، وهذا أيضا مما يؤكد المقصود.

لكن زاد عليه: أي أبو تمام على الأفوه زيادات محسنة للمعى المأخوذ من الأفوه، أعي تساير الطير على آثارهم بقوله: إلا أفا إلخ.

পৃষ্ঠা ১৪৫