إلى شيبان من بكر بن وائل، ثم إلى جديلة، ثم إلى أسد، ثم إلى ربيعة، ثم إلى نزار بن معد بن عدنان. وهذا مما يثير الشك في الجزم بفارسيته.
ومولده مدينة "فسا" التي ينسب إليها أحيانًا، وهي أكبر مدينة في كورة درابجرد، وتقارب في الكبر مدينة شيراز، وقد وصفت بأنها أنزه مدن فارس (^١).
اختلف مؤرخوه في عام مولده، لكنهم اتفقوا على أن وفاته سنة ٣٧٧ هجرية، وأرجح الروايات على أنه عاش تسعًا وثمانين عامًا، وعلى هذا يكون مولده عام ٢٨٦ هجرية.
غادر مدينة "فسا" إلى بغداد سنة ٣٠٧ هـ، وهو دون العشرين، طلبًا للشهرة والعلم والمنزلة، وتشبهًا بآخرين من ذوي الطموح والنباهة.
وقضى في العراق ما بين ٣٠٧ - ٣٤١ هـ متنقلًا في مدنها المهمة، ومتصدرًا للإِقراء، والتدريس، والتأليف، تاركًا في أغلب هذه المدن أثرًا لغويًا يحمل أسماءها. فله البغداديات، والبصريات، والهيتيات (^٢)، والقصريات (^٣)، وقد ذكر ابن جني أنه التقى بالفارسي سنة ٣٤١ هـ في جامع الموصل وسمع منه (^٤) عندما كان قاصدًا حلب يطلب فيها الحظوة عند سيف
_________
(^١) معجم البلدان ٦/ ٣٧٦.
(^٢) صحف الدكتور شلبي قراءتها إلى "الهيثيات" في كل المواضع التي وردت فيها في كتابه، انظر مثلًا الصفحة ١٤٨.
والصواب ما أثبته؛ لأنها منسوبة إلى مدينة "هيت" شمال غرب بغداد، وتتبع محافظة الأنبار حاليًا. وروى ابن جني في الخصائص ١/ ٩٢: (وحدثني أبو علي ﵀ قال: دخلت "هيتًا" وأنا أريد الانحدار منها إلى بغداد فسمعت أهلها ينطقون بفتحة غريبة لم أسمعها، فعجبت منها وأقمنا أيامًا إلى أن صلح الطريق للمسير … الخ).
(^٣) نسبة إلى قصر ابن هبيرة بمدينة الكوفة، وفيها قول آخر هو أنها نسبة إلى تلميذ له أملاها عليه أبو علي، واسمه محمد بن طويس القصري. انظر معجم البلدان ٧/ ١١٣.
(^٤) الخصائص ١/ ٧٤، والمحتسب ١/ ٣٤٠.
1 / 12