তাজরিবা উন্থাবিয়্যা
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
জনগুলি
أطلق بول يده الأخرى في لكمة عنيفة لإحدى عينيه الباسمتين، وانصرف. من يستطيع إخفاء عين زرقاء متورمة؟ كان يرد على كل استفسار بلهجة الضحية: «إنه عشيق زوجتي، بول ثيبولو.»
جلب هذا إليه اهتمام القرية كلها، وهو كل ما يبغيه حقيقة. فأمثاله من الرجال يحتلون الدرك الأسفل من الحكومة ويتوقون خفية للرئاسة، حتى تتجه إليهم الأعين. ولهذا أضاف جاريسيجو المزيد من الوقود إلى الفضيحة، معلنا أنه سيتكفل بمصاريف دراسة ابن محظيته، لكنه لن يدفع مصاريف ابنه هو، باناثوبي.
لم يعترض أهالي القرية على تلطيخ سمعة بول ثيبولو؛ لأنه كان إنسانا كاملا فوق كل تصور، مما يصعب عليهم تصديقه. فوجدوا لذة في أن يجعلوه موضوعا للقيل والقال، ومع ذلك عنفوا جاريسيجو قائلين: «ربما تحصل زوجتك على أشياء من بول ثيبولو، لكن ليس هناك من يستطيع أن يدفع كلا من مصاريف دراسة أطفاله، ومصاريف دراسة أطفال رجل آخر. وما كان باناثوبي سيوجد لو لم تتول أنت إنجابه، فواجبك إذن أن ترعاه. وبالإضافة إلى هذا، فإن زوجتك إذا التحقت برجل آخر، تكون أنت المسئول لأنك تركتها وحيدة سنوات طويلة.»
عاش الناس مع هذه القصة أسبوعين، لأنهم أرادوا أن يكون بول ثيبولو من عالمهم، ومثلهم بلا أخلاق ثابتة. لكن القصة تطورت في اتجاه درامي أثار الرعب في أوصال الرجال، وانقضت أسابيع عدة قبل أن يجدوا الشجاعة على مشاركة نسائهم الفراش.
كانت طريقة جاريسيجو في التفكير هي التي أدت به إلى الهلاك. فقد أيقن فعلا أن رجلا آخر دق وتده في حظيرة دجاجه، وكأي ديك كانت هذه الفكرة كفيلة بإثارة شعر رأسه. فقرر أن يذهب إليها - الحظيرة - مؤكدا حقوقه. وما إن زال ورم عينه بعد أسبوعين، حتى استوقف باناثوبي في القرية وسأله أن يحمل إلى أمه ورقة ويجلب منها ردا. كانت الورقة تقول: «الأم العزيزة، سأعود إلى المنزل لأسوي خلافاتنا. أرجو أن تعدي لي طعاما وبعض الماء الساخن لحمامي.»
تلقت ديكيليدي الورقة وقرأتها فارتجفت من الغضب. كانت تلميحاته واضحة، فهو قادم من أجل الجنس. فلم تكن بينهما أية خلافات، ولم يدر بينهما أي حوار.
قالت لابنها: «باناثوبي. هل لك أن تلعب قليلا في الجوار؟ أريد أن أفكر قليلا قبل أن أبعث معك بالرد.»
لم تكن أفكارها واضحة. كان ثمة شيء لا تستطيع أن تضع يدها عليه في الحال. فقد أصبحت تقدس الحياة التي عاشتها في السنوات الأخيرة، وكافحت خلالها لتقوم بأود نفسها وأطفالها. وهي حياة امتلأت بكنوز المودة والحب التي جمعتها من الآخرين. كل هذا أرادت الآن أن تحميه من التلوث على يد الرجل الشرير. وبدافع الرعب خطر لها أن تأخذ أطفالها وتهرب من القرية. لكن أين تذهب؟ لم يكن جاريسيجو يريد طلاقا، فقد تركت له أن يفاتحها في هذا الصدد، ولم تسمح لنفسها أن ترافق رجلا آخر. قلبت الفكر بلا جدوى، حتى أيقنت أنه لا مفر من مواجهته. وهنا ظهرت على وجهها نظرة متأملة متمعنة. وأخيرا، اطمأنت نفسها، ومضت إلى كوخها فكتبت الرد: «سيدي، سأعد كل شيء كما طلبت، ديكيليدي.»
كان النهار قد انتصف عندما جرى باناثوبي بالرد إلى أبيه. وانهمكت ديكيليدي بعد الظهر في الاستعداد لمجيء زوجها. وجاءت كيناليبي تتأمل في ذهول الاستعدادات الضخمة، وإناء الماء الحديدي الكبير الذي امتلأ بالماء. وتوهجت النيران أسفله، وأواني الطهي الإضافية فوق النار. ولم تنتبه للسكين إلا فيما بعد، فلم تر منه سوى لمحة عابرة. كان من سكاكين المطبخ الكبيرة التي تستخدم في تقطيع اللحوم، وقد أمسكت به ديكيليدي، وركعت أمام حجر رحى، وراحت تصقله في أناة. ما استحوذ على اهتمام كيناليبي عندئذ هو التعبير المأساوي على وجه صديقتها المتلع إلى أعلى. أصابها الارتباك. وألفت نفسها عاجزة عن الاشتراك في الثرثرة النسائية المألوفة. وعندما قالت ديكيليدي: «أنا أقوم ببعض الاستعدادات من أجل جاريسيجو. فهو قادم الليلة.» هرعت إلى كوخها مذعورة. كانت تدرك أن الأمر يعنيها هي وزوجها، وعندما ذكرت له النبأ، قضى بقية اليوم شاردا، قلقا، يفعل كل شيء بالمعكوس، لا يرد على سؤال، ويترك كوب الشاي حتى يبرد، وبين الحين والآخر ينهض واقفا، ويخطو جيئة وذهابا، وهو غارق في التفكير. وبلغ بهما القلق ذروته مع حلول المساء، فلم يعودا قادرين على إخفاء مشاعرهما خلف ستار من الحديث. وجلسا بكوخهما في صمت. وحوالي الساعة التاسعة، بلغ مسامعهما الخوار الوحشي لعذاب الاحتضار، فاندفعا سويا إلى فناء ديكيليدي موكوبي. •••
جاء البيت مع الغروب، وألفى كل شيء معدا له كما طلب، فاتخذ مجلسه عازما على الاستمتاع بحياة الرجال. كان قد جلب معه حزمة من علب البيرة، فجلس في الخارج يرتشفها على مهل، وعيناه تستقران بين الفينة والأخرى على فناء ثيبولو. لم يلمح غير امرأته وأطفالها، أما الرجل فكان غائبا عن الأبصار. وابتسم جاريسيجو لنفسه، وقد سره أنه قادر على الصياح، مثل الديك، بأعلى ما يستطيع من صوت دون أن يتحداه أحد.
অজানা পৃষ্ঠা