তাজরিবা উন্থাবিয়্যা
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
জনগুলি
ضغطت الجرس من جديد. لم تفتح الباب. فالتصقت به: «تامارا! إنها أنا! افتحي الباب، أتوسل إليك! سأفعل كل ما تطلبين!»
انتظرت مدة طويلة في سكون مطبق. كانت في الغرفة ولا شك. فعندما دخلت كان الباب المؤدي إلى المطبخ مغلقا، وما كان بوسعها أن تفتحه دون أن أسمع صوت احتكاكه بالأرض. ومعنى هذا أنها لا تزال في الغرفة، خلف هذا الجدار، وأنها سمعت صوتي. كنت أعرف أن أي شيء يحدث عند العتبة، يسمع بسهولة في الداخل. ومع ذلك لم تفتح لي! كانت تتعمد تعذيبي، وتريد أن ترى إلى متى سأبقى متوسلة أمام الباب المغلق. لكن ذلك لم يكن بذي أهمية كبيرة. فلن أنصرف قبل أن أراها. فما كان بوسعي أن أواجه مرة أخرى أياما كتلك التي مضت. يستطيع المرء أن يتقبل نازلة ما، عندما لا يدرك كنهها بالضبط، عندما تأتي بشكل مفاجئ، وتهبط فوقك كثقل هائل لا فكاك منه. لكن عندما تعرف التفاصيل الكاملة لها. وتكون قد قضيت أسبوعين تحت وطأتها، وعانيت كافة مراحلها: المرض، الآمال الزائفة، الذكريات، الانتظار القلق والمثير للسخرية، وعندما تكون قد تجاوزت هذا الجحيم، وشعرت بأنك قد نجوت، وأصبحت على أهبة أن تقدم شفتيك لفرح جديد، تكفي كلمة واحدة لأن تقضي عليك، ولهذا لا يمكن احتمالها. إذ كيف يمكنك الاحتفاظ بصفاء التفكير، كيف يمكن أن ترفض أية تضحية، أو ترفض التوقيع على حكم إعدامك؟
توسلت إليها: «تامارا!» وفي مواجهة هذا الصمت فقدت كل سيطرة. كان لا بد من إجبارها على الاستجابة، ومن رؤيتها مرة أخرى، مرة واحدة أخرى. فإذا كان الفراق محتما، فلا يجب أن يتم الأمر هكذا، دون وداع، وبلا إيضاح. انتابني هياج بالغ، وتمنيت لو أطلقت العنان لغضبها، وانفجرت ثائرتها، واتهمتني بشيء ما على الأقل! «تامارا! افتحي الباب. سأطلب الصفح والمغفرة ! تامارا! يجب أن أراك!»
ضغطت الجرس مهتاجة، وخبطت على الباب، وأنا أنشج وأتوسل. لم أعبأ بأن يسمعني السكان الآخرون، ولم تعد تامارا نفسها بذات أهمية. فقد استحوذت علي فكرة واحدة: لا بد من فتح الباب. «سأظل هنا حتى تفتحي! سأبقى طول الليل!»
غصصت بالدمع. وبلغ بي الأمر أن ضربت الباب بحذائي، ظنا مني أنها ستفتحه عندئذ اتقاء للفضيحة. وأخيرا، خانتني قواي، فتهاويت على أرض البسطة، وأنا أردد في هيستيرية كلمات غير مفهومة، وأعض منديلي، وأتمرغ على الأرض، وأضرب رأسي في الحائط، هذا الباب المغلق.
وفجأة، أسكت وشل كياني: فقد خرجت تامارا إلى البسطة. انحنت فوقي، فأنهضتني فوق قدمي، وقادتني وهي تسندني إلى الداخل، نحو المطبخ، قامت بكل هذا في برود، أدركت معه أن سلوكها نابع من الضرورة. واصلت البكاء في صمت، بمثل ما واصل قلبي الدق، وكدت أختنق بدموعي المكظومة وأنا أسعل وألتقط أنفاسي. كان ثمة صنبور يقطر في بطء. كنت خائفة، شاعرة بالخزي، وكلما نظرت إليها عاودني السعال والنشيج بشكل لا إرادي. وبعد دقائق أمسكتني من رقبتي، ودون أن تعبأ بمقاومتي، وضعت رأسي أسفل صنبور الماء البارد، بعد أن فتحته على سعته. وأخيرا أطلقتني، وانتظرت في صمت حتى انتهيت من تجفيف وجهي وعنقي، ثم أشارت لي أن أتبعها إلى غرفة المعيشة. وهناك أومأت إلى وسط الأرضية وقالت بإيجاز: «اركعي.»
هذه المرة ركعت دون تردد. ففي تلك اللحظة كان بوسعها أن ترغمني على أي شيء.
قلت في ذلة: «اصفحي عني!»
نظرت إلي لحظة.
قالت: «طيب.»
অজানা পৃষ্ঠা