129
وَقَالَ زَيْدُ بنُ مُهَلْهِلٍ الطائيُّ: جَلَبْنَ الخَيْلَ مِنْ أَجَإٍ وَسَلْمَى تَخُبُّ تَرَائِعًا خَبَبَ الرِّكَابِ وَقَالَ لَبِيدٌ، يصف كَتِيبةَ النُّعانِ: كَأَرْكَان سَلْمَى إِذْ بَدَتْ أَوْ كَأَنَّهَا ذُرَى أَجَا إِذْ لاَحَ فِيهِ مُوَاسِلُ ومُوَاسِلٌ: قُنَّةٌ فِي أَجإٍ، وَقد جاءَ مَقْصُورا غير مهموزٍ، أَنشد قاسِمُ بنُ ثابتٍ لبَعض الأَعرابِ: إِلى نَضَدٍ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ كَأَنّهُمْ هِضَابُ ﴿أَجًا أَرْكَانُهُ لَمْ تُقَصَّفِ وَقَالَ العَجَّاجُ: فَإِنْ تَصِرْ لَيْلَى بِسَلْمَى وَأَجَا وأَمّا قولُ امرىء القَيْسِ: أَبَتْ أَجَأٌ أَنْ تُسْلِمَ العَامَ جَارَهَا فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْهَضْ لَهَا مِنْ مُقَاتِلِ فالمُراد: أَبَتْ قَبائلُ أَجَإٍ، أَو سُكَّانُ أَجإٍ، أَو مَا أَشبهه، فحذفَ المُضافَ وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه، يَدلُّ على ذَلِك عَجُزُ البيتِ، وَهُوَ قولُه: فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْهَضْ لَهَا مِنْ مُقَاتِلِ والجَبلُ نفسُه لَا يُقاتِلُ. قَالَ النَّسَّابةُ الأَخْبارِيُّ عُبيدُ اللَّهِ ياقُوتٌ ﵀: ووقَفْتُ على جَامِعِ شِعْرِ امرىءِ القيْسِ وَقد نَصَّ (الأَصْمعيُّ) على هَذَا أَنَّ أَجَأً مَوْضِعٌ، وَهُوَ أَحَدُ جَبلَيْ طَيِّىءٍ، والآخرُ سَلْمَى، وإِنما أَراد أَهْلَ أَجإٍ، كقولا لله ﷿: ﴿وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ﴾ (يُوسُف: ٨٢) يُريد أَهْلَ القَريةِ، هَذَا لفظُه بِعَيْنِه، ثمَّ وَقَفتُ على نُسخةِ أُخرى من جَامع شِعْره قيل فِيهَا: أَرى أَجأً لم يُسْلِمِ العَامَ جَارَهُ ثمَّ قَالَ: المَعْنَى: أَصْحَابُ الجَبَل لَنْ يُسْلِموا جَارَهم. (و)﴾ أَجَأَ الرجُلُ (كَجَعَلَ): فَرَّ و(هَرَبَ)، حَكَاه ثَعلبٌ عَن ابنِ الأَعرابيِّ، يُقَال: إِن اسْم الجَبلِ مَنقولٌ مِنْهُ. (و) ! الأَجاءَةُ (كَسَحابةٍ: ع لِبَدْرِ بنِ عِقالٍ، فِيهِ بُيُوتٌ) مِن مَتْنِ الجَبلِ (وَمَنازِلُ) فِي أَعلاه، عَن نَصْرٍ، كَذَا فِي المُعجمِ. قلت: وَهُوَ أَبو الفَتْحِ نَصْرُ بن عبد الرحمان الإِسكندَرِيُّ النَّحْوِيُّ.

1 / 129