كان أربعة منهم يمشون بتراخ بمحاذاة الرصيف، وينتشرون تدريجيا دون أن يلتفتوا خلفهم. أما الفتى الأصغر ذو الوجه الصغير الذقن كالمنقار، فقد ظل في الخلف في هدوء مجمعا العملات المعدنية. ثم ركض بمحاذاة الجدار وتلاشى في الممر المظلم بين منزلين. بسط جسمه خلف مدخنة وانتظر. اقتحمت الأصوات المختلطة للعصابة الممر، ثم واصلوا السير في الشارع. كان الفتى يعد النيكلات في يده. عشرة. «يا إلهي، إنها 50 سنتا ... سأخبرهم أن بيج ليونارد قد رفع العجين.» لم يكن لجيوبه بطانة؛ فلف النيكلات في أحد أطراف قميصه. •••
امتزج قدح من نبيذ الراين وكأس من الشامبانيا في كل مكان بمحاذاة الطاولة البيضوية البيضاء البراقة. وفي ثمانية أطباق بيضاء لامعة، قدمت ثماني قطع من كانابي الكافيار فيما يشبه حلقات من الخرز الأسود على أوراق الخس، وأحاطت بها تقسيمات من الليمون المنثور مع شرائح رفيعة من البصل وبياض البيض. قال النادل الهرم بمزيج من الفرنسية والإنجليزية وهو يجعد جبهته المتعرجة: «بكثير من العناية، ولا تنس.» كان رجلا قصيرا متمايلا في مشيته وله بعض شعيرات سوداء لصقها بإحكام على رأسه المقبب. «حسنا.» أومأ إميل برأسه بجدية. كانت ياقته ضيقة عليه للغاية. وكان يرج زجاجة أخيرة من الشامبانيا في دلو الثلج المحاط بالنيكل على طاولة التقديم.
بمزيج من الفرنسية والإيطالية والإنجليزية: «بكثير من العناية، اللعنة ... هذا الرجل يلقي بالمال كقصاصات ورق، انظر ... إنه يعطي بقشيشا، انظر. إنه رجل فاحش الثراء. إنه لا يهتم كم أنفق من المال.» ربت إميل على ثنية مفرش المائدة لتسويته. بمزيج من الفرنسية والإنجليزية: «لا تفعل ذلك ... يداك متسختان، قد تترك أثرا.»
متكئين في البداية على قدم واحدة، ثم على الأخرى، وقفوا منتظرين والمناشف أسفل آباطهم. من المطعم بالأسفل وسط روائح الطعام المطهو بالزبد، وصلصلة السكاكين والشوك والأطباق، أتى الصوت الخفيض بموسيقى رقصة فالس.
عندما رأى إميل رئيس النادل ينحني خارج الباب، ضغط شفتاه في ابتسامة مطيعة. كانت هناك امرأة شقراء مسنة ترتدي عباءة أوبرا سلمونية اللون تهفهف على ذراع رجل مستدير الوجه كان يحمل قبعته العالية أمامه كمصد، وفتاة صغيرة مجعدة الشعر ترتدي رداء أزرق تظهر أسنانها وتضحك، وامرأة سمينة ترتدي تاجا وشريطا مخمليا أسود حول عنقها وذات أنف منقاري ووجه بلون السيجار ... صدور قمصان زائفة، وأياد تسوي ربطات عنق بيضاء، وومضات بريق سوداء أعلى قبعات وأحذية جلدية لامعة، وثمة رجل خبيث بأسنان ذهبية ظل يلوح بذراعيه متلفظا بتحيات بصوت كصوت بقرة، وقد وضع قطعة من الألماس بحجم عملة نيكل في صدر قميصه الزائف. كانت الفتاة الصهباء في غرفة المعاطف تجمع الأردية. دفع النادل الهرم إميل. قال عاوجا فمه وهو ينحني: «إنه الزعيم الكبير.» بسط إميل جسمه على الجدار وهم يدخلون الغرفة ويخرجون منها مصدرين جلبة. وجد أنفه نفحة من نبات الباتشولي، عندما التقط أنفاسه باغتته بحرارة وصلت إلى جذور شعره.
صاح الرجل المزين بالألماس: «ولكن أين فيفي ووترز؟» «قالت إنها ستتأخر نصف ساعة. أظن أن الرجال لن يدعوها تمر من باب المسرح .» «حسنا، لا يمكننا انتظارها حتى وإن كان هذا عيد ميلادها؛ فأنا لم أنتظر أحدا في حياتي.» وقف لبرهة مقلبا عينه الشاردة في النساء حول الطاولة، ثم أخرج سواري كميه قليلا من سترته ذات الذيل، وجلس بغتة. نسف الكافيار في غمضة عين. نعق بصوت أجش: «وماذا عن كأس نبيذ الراين العريضة أيها النادل؟» حبس إميل أنفاسه وامتص وجنتيه إلى الداخل أثناء لمه للأطباق، وقال بالفرنسية: «حالا يا سيدي ...» تكون الصقيع على الأقداح عندما صب النادل الهرم النبيذ في الكأس العريضة من إبريق زجاجي مزخرف يطفو فيه النعناع، والثلج، وقشر الليمون، وشرائح رفيعة طويلة من الخيار. «أها، هذا سيفي بالغرض.» رفع الرجل المرصع ثيابه بالألماس كأسه إلى شفتيه، وشرب منها ثم أنزلها وهو يلقي نظرة جانبية على السيدة بجواره. كانت تربت بالزبد على لقيمات من الخبز وتلقي بها في فمها، مغمغمة أثناء ذلك: «لا يمكنني أن آكل سوى أصغر الوجبات الخفيفة، أصغر الوجبات الخفيفة فحسب.» «ذلك لا يمنعك من تناول الشراب يا ماري، أليس كذلك؟»
أطلقت ضحكة مقهقهة وضربت على كتفه بمروحتها المطوية. «يا إلهي، يا لك من مخادع!»
هسهس النادل الهرم بمزيج من الإيطالية والفرنسية في أذن إميل: «اللعنة، فلتضئ لي.»
عندما أضاء المصابيح أسفل صحني التسخين والضيافة المعدنيين على طاولة التقديم، بدأت رائحة الشيري الساخن، والقشدة، والكركند تفوح في الغرفة. كان الهواء ساخنا، ومليئا بالطنين، والعطر، والدخان. بعد أن عاون إميل في تقديم الكركند على طريقة نيوبرج وأعاد ملء الكئوس، اتكأ على الحائط، ومرر يده فوق شعره الرطب. انزلق نظره تجاه كتفين لحميين لامرأة أمامه، ثم نزل على ظهرها الأملس حيث ظهر مشبك فضي صغير غير مقفول أسفل زركشة الدانتيل. لف الرجل الأصلع الرأس الجالس بجوارها ساقه حول ساقها. كانت شابة، في عمر إميل، وظلت تنظر لأعلى في وجه الرجل بشفتين مفتوحتين ورطبتين. جعل هذا إميل يشعر بالدوار، ولكنه لم يستطع التوقف عن النظر.
قال الرجل ذو الألماسة مصدرا صريرا عبر فمه الممتلئ بالكركند: «ولكن ما الذي حدث لفيفي الجميلة ؟» وتابع: «أظن أنها حققت نجاحا مرة أخرى هذا المساء مما جعل سهرتنا المتواضعة لا تروق لها.» «إن الأمر من شأنه أن يجعل أي فتاة مترفعة.»
অজানা পৃষ্ঠা