R/06 . - راقبوا جيدا وعند أي اشتباه نبلغه، ثم ننسحب في ثوان قبل إطلاق النار. - قد يلمحنا العدو ونحن ننسحب. - أي تأخير معناه الموت بقنابل جنودنا.
اختص كل منا بناحية والمطر يكاد يجرفنا. - لكن الجبل طهر، أليس كذلك؟ - الزم الصمت!
ركزت عيني في المراقبة، والمطر ينهل بغزارة وقوة لم أتخيلها من قبل. (4)
الأديب
غادرنا صنعاء بالطيارة إلى مأرب؛ من مطار استقللنا سيارة روسي في حجم لوري متوسط، في مقدمتها مدفع، لتحملنا إلى القلعة والآثار. قطعت بنا طريقا وعرة متلاحقة العقبات، وكان في هندستها مرونة لتواجه بها المرتفعات والمنخفضات، ولكن لم يكن بنا مثل مرونتها. تأرجحنا بقوة وتصادمنا فخففنا البلوى بالفكاهة ما أمكن. اخترقنا أرضا فضاء إلى ما لا نهاية، قاحلة جرداء إلا من نباتات شوكية موسومة بطابع الهلاك والفناء. - مكان الجنتين خال. - أجل، أين العمران والخضرة أين؟ - وجه الأرض يتغير كوجه الإنسان. - لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان. - فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم.
زرنا الآثار القليلة الباقية؛ عرش سبأ ومقاعد مجلس الحاشية، تكشف عنها وجه الأرض، ثم تركت وحيدة وسط يباب يكتنفها من جميع الجهات. وقفنا ننعم النظر، وثارت رومانسية الشعراء، ولكن ماذا يعني أي أثر لقوم آتين من بلاد الآثار؟
وذهبنا إلى القلعة، وجدنا حامية مصرية معزولة عن العالم بآلاف السنين، حفروا بئرا ليشربوا، وأقاموا فرنا ليخبزوا وبدوا كأسرة مستقلة، مكتفية بذاتها، ضائعة في الفراغ. قابلونا بمرح وقدموا لنا الشاي. ولم يكن يصلهم بالدنيا إلا راديو وبعض أفلام قصيرة من مصر، وأشاروا إلى مدينة صامتة مقامة فوق هضبة، مدينة غارقة في الجمود والصمت. - مدينة مهجورة، هجرها أهلوها في أثناء المعارك.
ميتة لا حركة فيها ولا صوت ولا خيال لحي، كانت مقاما للأشراف، وخارج أسوارها عاش الرعاة. - ثمة مفاوضات معهم وسوف يعودون. - يا له من منظر؛ منظر المدينة الخالية! حتى المقابر توحي بطريقة ما بالراقدين داخلها. - وكيف حال مصر؟ - عال، قلوبها تخفق معكم. - وكيف حال الأدب؟
وضحكنا. وفي أثناء ذلك جاءونا بنسخ من كتبنا تهرأت من كثرة التداول. - أنتم لا تتصورون مدى الأثر الذي يحفره في نفوسنا قراءة بضعة أسطر عن وصف مكان أو عادة أو زمان في مصر.
حقا لا يمكن أن نتصور. وقال أحدنا: ولكن عددكم قليل، ومراكز المراقبة معدودة. - لا يهم .. أصبحت المنطقة موالية.
অজানা পৃষ্ঠা