مقدّمة التّحقيق
بسم الله الرّحمن الرّحيم إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمّدا عبده ورسوله.
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢].
﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً وَاِتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١].
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٧٠،٧١].
أمّا بعد:
فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمّد ﷺ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، ثم أما بعد.
1 / 5
فإن علم القراءات من أهم العلوم لتعلقه بكتاب الله تعالى، والقراءات القرآنية منحة ربانية من رب البرية ﵎؛ تيسر أمر قراءة القرآن، وتسهل تعليمه وتعلّمه لأبناء الأمة.
وقد تدرج التأليف في هذا العلم مثله مثل أي علم من العلوم حتى استقر علما من أعظم العلوم القرآنية على الإطلاق.
وقد بدأت القراءات القرآنية مع نزول الوحي على رسول الله ﷺ حيث جاءه جبريل عند أضاة بني غفار فأمره أن يقرأ بحرف وظل الرسول ﷺ يستزيده حتى قال له: «إنّ الله يأمرك أن تقرئ أمّتك على سبعة أحرف، فأيّما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا» (^١).
ثم جمع عثمان المصحف على حرف قريش، وأقر الصحابة هذا الجمع كما هو مشتهر، ثم علّم الصحابة ما تلقوه عن رسول الله ﷺ للتابعين، وعلمه التابعون لمن بعدهم، وحفظ هذا الفن في الصدور ثم بدأ يخرج على السطور، وكان همّ العلماء الأول ضبط القراءات التي أخذت عن النبي ﷺ، فكان كل تلميذ يضبط في كتاب خاص ما تلقاه عن شيخه على شكل قراءات فردية، فوصل إلينا مجموعة من الكتب في أوائل المائة الثانية على أيدي جماعة
_________
(^١) أخرجه مسلم حديث ٢٨٠، وأبو داود حديث ١٤٧٧،١٤٧٨، والنسائي ١٥٢/ ٢،١٥٤
1 / 6
من العلماء كابن تغلب، ومقاتل بن سليمان، وأبي عمرو البصري، غير أن التنظيم والترتيب والتبويب لم يكن في هذه البدايات، وألف الإمام نافع (ت ١٦٩) (كتاب في القراءات)، وهو منسوب إليه وموجود في الظاهرية بدمشق فيكون كتابه إن صحت النسبة إليه أول ما كتب في القراءات (^١)، وألف الإمام يعقوب الحضرمي (ت ٢٠٥) كتاب الجامع وهو موجود بكمبردج بعنوان (تهذيب قراءة أبي محمد يعقوب بن اسحاق) (^٢).
ثم بدأت التآليف فكان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب هو يحيى بن يعمر (ت ٩٠ هـ)، ثم أبو عبيد القاسم بن سلام، الذي جعلهم خمسة وعشرين قارئا (ت ٢٢٤ هـ) (^٣). وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري (ت ٢٤٦ هـ)، قال عنه الحافظ: أول من جمع القراءات. قال الأهوازي: رحل الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة وسمع من ذلك شيئا كثيرا (^٤).
ثم كثرت التآليف فأودع كل إمام من المصنفين في كتابه ما وصل إليه بالإسناد المتصل من قراءات، فمن وصل إليه خمس قراءات
_________
(^١) تاريخ الأدب العربي-كارل بروكلمان-الهيئة العامة للكتاب-القسم الثاني ص ٣٩٠.
(^٢) تاريخ الأدب العربي-كارل بروكلمان-الهيئة العامة للكتاب-القسم الثاني ص ٣٩١.
(^٣) ابن الجزري-النشر-دار الفكر ٣٣/ ١
(^٤) ابن الجزري-غاية النهاية-دار الفكر ٢٥٥/ ١
1 / 7
ألف كتابا في الخمس، وهكذا في الست، والسبع، والعشر وهكذا، وذلك مثل ما ألفه المبرد وغيره؛ حتى جاء القرن الرابع فألف أبو بكر ابن مجاهد كتاب (السبعة في القراءات) فكان أول من اقتصر على السبعة، واتبعه الناس في ذلك.
ثم ألف حسين بن حسين البغدادي نظما للقراءات السبع، وألف ابن جني في القراءات الشاذة كتاب المحتسب فكان أول من ألف في القراءات الشاذة.
وفي القرن الخامس برز مكي بن أبي طالب صاحب الحجة، والتبصرة، والداني صاحب التيسير، والكتب الجامعة بين الرواية والدراية، وصاحب الكامل في القراءات الخمسين الإمام أبي القاسم يوسف بن علي ابن جباره الهذلي (ت ٤٦٥ هـ).
وفي القرن السادس برز الإمام الهمداني صاحب الغاية في القراءات العشر، وبرز الإمام الشاطبي صاحب الشاطبية.
وفي القرن السابع برز السخاوي شارح الشاطبية (^١)، وغير هؤلاء الأعلام بما لا يمكن الإحاطة به كثرة (^٢).
ثم جاء ابن الجزري، وألف كتابه العظيم النشر حيث أسند
_________
(^١) د/إبراهيم الدوسري-الإمام المتولي وجهوده ص:٤٦
(^٢) مقدمة تحقيق الروض النضير ص ٢٦ وهي تحت الطبع بدار الصحابة بطنطا.
1 / 8
القراءات العشر من سبعة وثلاثين كتابا إلى القراء العشرة، إضافة إلى طرق أدائية كثيرة مع فوائد لا تحصى ولا تحصر أخذها من الكتب التي ذكرها في النشر، وهي حوالي (تسعون كتابا)، إضافة إلى كتب الحديث واللغة.
فهو أجل الكتب المصنفة في القراءات؛ بل صرح جماعة بأنه أجل كتبها على الإطلاق، وهو العمدة لمحققي القراء المتأخرين، بل بالغ بعضهم فقال: لا يصح رواية القراءة لأحد بعد تأليفه حتى يطلع عليه (^١).
ومن جاء بعد ابن الجزري فهو إما شارح لطيبته التي لخصت النشر مثل الإمام النويري تلميذ الناظم، أو محرر لطرق الطيبة مثل التحارير المنتخبة للعبيدي وغيرها، أو مفرد لطريق من طرق النشر وما زال الكتاب إلى اليوم هو العمدة التي يرجع إليه في القراءات.
رحم الله ابن الجزري على ما قدم.
وكتابنا هذا الذي نقوم بإخراجه لأهل القراءات نشرا لعلم الأفذاذ الأول هو كتاب: (اتحاف البررة بما سكت عنه نشر العشرة) المسمى (بتحرير النشر) للإمام المحرر العلامة الشيخ: مصطفى الأزميري، وهو من أهم كتب التحرير على النشر.
_________
(^١) تميم الزعبي- «متن طيبة النشر» ص (١).
1 / 9
والكتاب سبق أن نشره صاحب كتاب فريدة الدهر في ملحق الكتاب-جزاه الله خيرا-ولكنه أخرجه من مخطوطة وحيدة ناقصة نقصا فاحشا-كما سترى أثناء تحقيق النص-ولكن يكفيه أنه السابق وصاحب الفضل-جزاه الله خيرا-على ما قدم لعلم القراءات من جهد، وما أخرج من مؤلفات نوادر.
وأخيرا: أحب أن ألفت الإنتباه إلى أن هذا الكتاب قد راجعه مؤلفه غير مرة فنسخه الموجودة بينها اختلاف كبير حتى استقر على المخطوطة الأخيرة، والتي كتبها بخط يده، وهي موجودة في المكتبة الأزهرية العامرة، والتي اعتمدنا عليها فكانت هذه النسخة الأولى الكاملة للكتاب.
وكان هذا التحقيق هو التحقيق الكامل لنص الكتاب كما أراده مؤلفه، وكما كتبه بخط يده في آخر نسخة كتبها، فالحمد لله رب العالمين.
وعملي في إخراج هذا الكتاب ينقسم إلى جزئين:
مقدمة قسمتها أربعة أقسام:
الأول: ذكرت فيه تعريف بكتاب النشر وأهميته.
الثاني: ذكرت فيه ترجمة للمؤلف.
الثالث: تعريف بالكتاب.
الرابع: عملي في الكتاب.
1 / 10
ثم تحقيق نص الكتاب، ثم أفردت في نهاية الكتاب مجموعة من الفهارس تقرب ما في الكتاب للقارئ.
أسأل الله أن أكون قد وفقت في اخراج هذا الكتاب الهام كما أراده مؤلفه فهذه مهمة المحقق، ولا يسعني في هذا المقام إلا شكر كل من قدم نصيحة أو مساعدة أعانت في إخراج هذا الكتاب.
وختاما: فقد عملت جهدي لإخراج الكتاب في صورة طيبة، أسأل الله أن أكون قد وفقت لخدمة علم القراءات، وخدمة هذا الكتاب الهام، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
خالد حسن ابو الجود
بور سعيد في ٢٩ من رمضان ١ هـ ١٤٢٦
1 / 11
مدخل التّحقيق
1 / 13
أولا: كتاب النشر وأهميته
كتاب النشر في القراءات العشر للإمام الحافظ ابن الجزري يعد من أهم وأعظم كتب القراءات إن لم يكن أعظمها على الإطلاق حيث جمع فيه العلامة ابن الجزري الكتب والقراءات التي حصلها رواية ودراية فجمع:
-الكتب المسنده وهي سبعة وثلاثين كتابا أسندها الإمام الجزري من مؤلفيها إلى القراء العشرة.
-فوائد أخذها من حوالي تسعين كتابا.
-طرق أدائية أخذها من مشائخه الكثر.
-ما أخذه من كتب الحديث واللغة وهي كثيرة.
لذا كان كتاب النشر عمدة كتب القراءات على الإطلاق حتى بالغ بعضهم فقال: «لا يصح رواية القراءة لأحد بعد تأليفه حتى يطلع عليه».
ومن جاء بعد ابن الجزري فهو إما شارح لطيبته التي لخصت كتاب النشر مثل الإمام النويري تلميذ الناظم، أو محرر لطرق الطيبة مثل الروض النضير للإمام المتولي، والتحارير المنتخبة للعبيدي وغيرها، أو مفرد لطريق من طرق النشر، أو محقق لأصول كتاب النشر، أو مبين لطرق لم تأتي في كتاب النشر وأتت في أصول الكتاب كتحرير النشر للأزميري، وهو الكتاب الذي
1 / 15
نحن بصدد تحقيقه.
وما زال الكتاب إلى اليوم هو العمدة الذي يرجع إليه في علم القراءات رحم الله ابن الجزري على ما قدم.
****
1 / 16
ثانيا: ترجمة مختصرة
للإمام ابن الجزري ﵀ (^١)
اسمه:
محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري.
كنيته:
أبو الخير شمس الدين الدمشقي الشيرازي الجزري الشافعي.
مولده:
ولد بدمشق ليلة السبت الموافق الخامس والعشرين من رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة من الهجرة داخل خط القصاعين بين السورين.
نشأته:
نشأ بدمشق وحفظ فيها القرآن وهو ابن أربع عشرة سنة، وتلقى علوم القرآن على علماء مصر، والشام، والحجاز، كما اعتنى بالفقه والحديث، وبرز في القراءات.
رحلاته:
رحل إلى بلاد كثيرة فرحل إلى مصر،، البصرة وبلاد ما وراء
_________
(^١) انظر ترجمته في: غاية النهاية له ٢٤٧/ ١، إنباء الغمر لابن حجر العسقلاني ٢٨٧/ ٣، الضوء اللامع للسخاوي ٢٥٥/ ٩ وغير ذلك كثير.
1 / 17
النهر، وسمرقند، وخراسان، وأصبهان شيراز، وجاور بالمدينة مدة غير وجيزة.
شيوخه:
أخذ القراءات على محمد بن السلار، والشيخ الطحان واللبان، وأحمد بن رجب، وابن الجندي، وابن الصائغ وغيرهم كثير انظرهم في قائمة شيوخه في ترجمته لنفسه في غاية النهاية ٢٤٧/ ١ وما بعدها.
تلامذته:
أخذ عنه طوائف لا يحصون كثرة منهم ولده أحمد شارح الطيبة ومحمود الشيرازي، والزبيدي، والشيخ نجيب البيهقي.
مناصبة:
أقرأ تحت قبة النسر بالجامع الأموي مدة، وولي قضاء دمشق، وابتنى دار القرآن في دمشق، ولي خطابة مسجد التوتة، ولي قضاء شيراز، تصدى للإقراء والتحديث في القاهرة في عهد السلطان الأشرف، ولي تدريس الصلاحية القدسية مدة.
مؤلفاته:
له الكثير من المؤلفات التي تشهد له بالعلم والفضل في سائر العلوم منها:
1 / 18
النشر في القراءات العشر، المقدمة، الدرة في القراءات الثلاث التمهيد، وغاية النهاية في طبقات القراء، تحبير التيسير، تقريب النشر وغيرها كثير في علوم الحديث مثل الجمال في أسماء الرجال والسيرة مثل ذات الشفاء في سبرة النبي والخلفاء.
صفاته:
كان دينا ورعا زاهدا في الدنيا ومتعها، وكان لا يدع قيام الليل في حضر أو سفر، ولا يترك صوم الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر-﵁.
أسرته:
كان والده تاجرا، وقد تزوج الشيخ ورزق أولادا جميعهم من أهل العلم وقد ترجم لهم في غاية النهاية وهم: محمد، وأحمد وإسماعيل، وإسحاق، وفاطمة، وعائشة.
وفاته:
توفي رحمه الله تعالى في سنة ثلاثة وثلاثين وثمانمائة من الهجرة بشيراز ودفن بمدرسته التي أنشأها هناك، وكانت جنازته مشهوده حضرها الخواص والعوام ﵀ على ما قدم.
****
1 / 19
ثالثا: ترجمة المؤلف (^١)
هو الشيخ العلم العالم العلاّمة مصطفى بن عبد الرحمن بن محمد الأزميري الرومي الحنفي نزيل مصر.
لم يعرف له تاريخ ميلاد، ولكنه توفى بمصر سنة ١١٥٥ خمس وخمسين ومائة وألف من الهجرة، الموافق ١٧٤٣ من الميلاد.
وهو من أشهر علماء القراءات والتجويد بعد ابن الجزري، برع وتفنن في علوم القراءات، وقام بتحرير أوجه القراءات من جميع الطرق، ويعتد بكتبه في التحريرات، وهي المرجع والمصدر منذ تأليفها وإلى يومنا هذا مع تحريرات المتولي.
شيوخه:
١ - الشيخ محمد العشري المقرئ المعروف بإزمير.
٢ - الشيخ عبد الله بن محمد بن يوسف الشهير بيوسف أفندي زاده.
٣ - الشيخ حجازي.
_________
(^١) انظر ترجمة المؤلف في: كشف الظنون حاجي خليفة ط: دار الفكر ١٩٥٢/ ٢، إمتاع الفضلاء بتراجم القراء إلياس البرماوي ٣٩٠/ ٢،٣٩١ دار الندوة العالمية، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري عبد الفتاح المرصفي ٧٢٩/ ٢ دار الفجر الإسلامية ط ١، تاريخ الأدب العربي بروكلمان ترجمه للعربية أ. د/محمود حجازي ٣٧١/ ٩ ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الأعلام للزركلي ١٣٨/ ٨ دار الجيل، هداية العارفين ٦٨٢/ ١ ط: دار الفكر.
1 / 20
تلاميذه:
١ - الشيخ أحمد الرشيدي.
٢ - الشيخ السيد هاشم.
مؤلفاته:
١ - عمدة العرفان في وجوه القرآن في القراءات طبع هذا الكتاب قديما بتحقيق العلامة الزيات بالإشتراك مع العلامة الشيخ جابر المصري.
٢ - بدائع البرهان على عمدة العرفان في القراءات، وهو شرح للكتاب السابق مازال مخطوطا وهو يحقق في كلية القرآن بطنطا كرسائل علمية، وقد انتهيت من تحقيقه والحمد لله.
٣ - تقريب حصول المقاصد في تخريج ما في النشر من الفوائد مازال مخطوطا.
٤ - حصين القاري في اختلاف المقاري مازال مخطوطا.
٥ - رسالة الضاد مازال مخطوطا.
٦ - تحرير النشر من طرق العشر المسمى (إتحاف البررة بما سكت عنه العشرة) وهو كتابنا هذا.
٧ - نور الأعلام بانفراد الأئمة الأربعة الأعلام وهو كتاب في القراءات الشاذة مازال مخطوطا.
****
1 / 21
رابعا: تراجم مختصرة للقراء العشرة
١. الإمام نافع:
الإمام الكبير الحجة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي ولد سنة سبعين من الهجرة، أصله من أصبهان، كان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة، كان صاحب دعابة، طيب الأخلاق، كان زاهدا، جوادا صلى في مسجد الرسول ستين سنة.
قرأ علي سبعين من التابعين منهم يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن بن هرمز، وشيبة بن نصاح، وتتلمذ عليه خلق كثير منهم: الإمام مالك بن أنس، ووورش وقالون، وابن جماز، وابن وردان.
توفي عام ١٦٩ هجرية
ترجمته في: (سير أعلام النبلاء-٣٣٦/ ٧)، (معرفة القراء الكبار-١٠٧/ ١)، (غاية النهاية-٣٣٠/ ٢).
٢. الإمام ابن كثير المكي:
اسمه عبد الله بن كثير أبو معبد المكي الداري، ولد بمكة عام ٤٥ هجرية، ولقي الكثير من الصحابة منهم عبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري وأنس بن مالك.
شيوخه: أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن السائب ومجاهد بن جبر.
تلاميذه: روى عنه القراءة إسماعيل القسط، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، وأبو العلاء بن عمرو.
صفاته: كان فصيحا بليغا مفوّها، ذا سكينة ووقار، عالما بالعربيّة كان
1 / 22
الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة حتى مات.
وكان طويلا جسيما أسمر أشهل العينين، أبيض اللحية يخضب بالحناء. توفي سنة ١٢٠ هجرية بمكة وحضر جنازته جمع كبير.
٣. أبو عمرو البصري:
اسمه: هو الإمام الكبير زبان بن العلاء بن العريان بن عبد الله التميمي المازني، ولد بمكة سنة ثمان وستين للهجرة.
قرأ بمكة والمدينة والكوفة والبصرة، سمع من كثير من الصحابة منهم أنس بن مالك، قرأ بمكة والمدينة والكوفة والبصرة سمع من كثير من الصحابة منهم أنس بن مالك، وقرأ على الحسن البصري، وحيمد كان عاملا بالقرآن زاهدا يختم كلّ ثلاث، إماما في القراءة والنحو والعربية والأدب.
قرأ عليه كثير من الناس منهم أحمد بن محمد عب الله الليثي، والأزرق، والأصمعي ويحيى اليزيدى.
توفي سنة أربع وخمسين ومائة بالكوفة (غاية النهاية-٢٩٢/ ١).
٤. الإمام ابن عامر:
عبد الله بن عامر اليحصبي، إمام أهل الشام في القراءة، أخذ عن أبي الدرداء، والمغيرة بن شعبة، ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، روى عنه، الزبيدي، وربيعة بن يزيد، وعبد الرحمن بن يزيد، صاحب القراءة المشهورة، ولي قضاء دمشق، توفي سنة ثمان عشرة ومائة.
(غاية النهاية-٤٢٤/ ١)، (القراء الكبار-٨٢/ ١)
1 / 23
٥ - الإمام عاصم:
هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود، أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحنّاط.
شيوخه: زر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي والشيباني.
تلاميذه: روى عنه أبان بن تغلب، وحفص بن سليمان، وحماد بن سلمة، وشعبة بن عياش والضحاك بن ميمون. كان زاهدا مقرءا جامعا بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد. توفي بالكوفة سنة ١٢٧ هجرية. (غاية النهاية-٣٤٧/ ١).
٦. الإمام حمزة:
هو الإمام الحجة الكبير أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الكوفي التيمي مولاهم. ولد سنة ٨٠ هجرية من شيوخه أبي إسحاق السبيعي والأعمش ومغيره بن مقسم. عرف بالزيات لأنه كان تاجرا يجلب الزيت، عرف بالفضل والعلم والذهد والورع. أخذ عنه إبراهيم بن أدهم حجاج بن محمد، عرف بالفضل العلم والزهد والورع. أخذ عنه إبراهيم بن أدهم، حجاج بن محمد، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وعلي الكسائي. توفي سنة ١٥٦ هجرية بمدينة حلوان في العراق.
(غاية النهاية-٢٦٣/ ١).
٧. الإمام الكسائي:
هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي، أبو الحسن الكسائي.
1 / 24
شيوخه: أخذ القراءة عرضا على حمزة الزيات، ومحمد بن أبي ليلى وعيسى بن عمر الهمداني، وأخذ عنه القراءة إبراهيم بن الحرين، وحفص بن عمر الدوري، وهارون بن عيسى والقاسم بن سلام وقتيبه بن مسلم. كان أصدق الناس متبحر في النحو واللغة ألّف الكسائي معاني القرآن وكتاب القراءات وغير ذلك من الكتب، توفي سنة ١٨٩ بالري وقد بلغ السبعين. (غاية النهاية-٥٣٧/ ١)
٨ - الإمام أبو جعفر
اسمه: أبو جعفر بن القعقاع المخزومي المدني، تابعي مشهور جليل القدر. شيوخه: أبو ربيعة عبد الله بن عياش، وابن عباس، وأبو هريرة عرض عليهم القرآن وروى عنهم. تلاميذه: روى القراءة عنه نافع، وابن حجاز، وابن وردان، وأبو عمرو كان إمام أهل المدينة في الإقراء ثقة قليل الحديث، عابدا زاهدا، قياما لليل.
توفي بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
(غاية النهاية-٣٨٤/ ٢).
٩. الإمام يعقوب:
اسمه: يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري أبو يسوف قارئ معمر. قضى زمانه في طلب العلم وتعلمه. قرأ على سلام الطويل، وابن محيص، ومجاهد. من أعلم الناس بلغات العرب، زاهد، متنسّك، ثقة، متبعا للأثر.
من تلاميذه: زيد بن أخيه أحمد، وكعب بن إبراهيم، روح بن عبد
1 / 25
المؤمن ورويس، وأبو حاتم السجستاني.
وفاته: توفي سنة ٢٠٥ وله ثمان وثمانون سنة ﵀.
(غاية النهاية-٣٨٨/ ٢)
١٠. الإمام خلف العاشر:
الإمام الثقة-الكبير خلف بن هشام بن تعلب بن خلف، أبو محمد الأسدي البغدادي البزار.
ولد سنة ١٥٠ هجرية وعرف بالذكاء والنباهة، وبرع وشهد له شيخه سليم بن عيسى صاحب حمزة بالعلم والقراءة. كان سخيا بماله يبذله على التعليم وفهم المسائل.
أخذ عن إسحاق السبعي، وسليم بن حمزة، وعلي الكسائي، وعبيد بن عقيل. وفي اختياره خالف حمزة في مائة وعشرين حرفا.
ومن تلاميذه: أحمد بن إبراهيم، والحلواني، وإدريس الحداد، وسلمة بن عاصم. توفي ببغداد سنة ٢٢٩ هجرية.
(غاية النهاية-٢٧٤/ ١)
****
1 / 26