استحسن فيه بطلميوس من الفلاسفة أفراد الفلسفة النظرية عن العملية مع كون العملية قبل العمل أيضا نظرية لا بسبب إمكان حصول بعض الأخلاق الفاضلة وامتناع حصول العلوم النظرية من غير تعلم فقط بل وبسبب أن طريق الوصول إلى أحد مما كثرة العمل وإلى الآخر كثرة النظر ثم حث على إصلاح العمل بالبحث عن جليله ودقيقه على وجه يقتضي جماله ونظامه وعلى صرف أكثر العمر في طلب العلوم النظرية لكثرتها وفرط بهائها لا سيما في النوع الموسوم بالتعليمي واستحسن قسمة أرسطوطاليس الفلسفة النظرية أولا إلى أجناس ثلاثة طبيعي وتعليمي والإهي إذ كان قوام الأشياء من عنصر وصورة وحركة لا يوجد واحد منها وحده وإن كان يعقل وحده ثم قال فإذا عقلنا الحركة وحدها ورأينا (¬5) أن علة الحركة الأولى المنسوبة إلى الكل آلة غير محسوس وغير متحرك متعال بالذات والفعل عن المحسوسات فسمينا البحث عنه إلهيا (¬6) وكذلك سمينا البحث عن الكيفيات العنصرية المتعاقبة على الأكثر دائما في الجوهر الكائن الفاسد الذي تحت فلك القمر طبيعيا والبحث عن الشكل والعدد والعظم والمكان والزمان وما أشبهها من حال الصورة وحركات النقلة تعليميا فموضوع هذه الأمور متوسط بين الأولين لا لكونه مدركا بالعقل والحس جميعا فقط بل ولاشتراك ما يفسد وما لا يفسد فيه فإن هذه الأمور تتعاقب فيما يفسد على الصورة التي لا تزول عن المادة وتلزمها فيما لا يفسد قال ولما رأينا إدراك الإلهي والطبيعي من جهة ما هو أشبه وأخرى لا باليقين أما الإلهي فلاستعلائه عن الحس وعن أن يحاط به وأما الطبيعي فلعدم ثبات العنصر وخفاء حاله ولذلك لم يرج اتفاق الحكماء فيهما ورأينا التعليمي يقينيا ثابتا ببراهين عددية أو هندسية لا شك فيها صار † ... † به أكثر لا سيما بعلم الأجرام السماوية لأن موضوعاتها ثابتة منتظمة والعلم الثابت هو الحقيقي لا غير قال وقد يعين هذا العلم على غيره أما على الإلهي فلاختصاصه بالإعانة على تصور الفعل المجرد عن الحركة وسائر الأمور المادية لكونه متعلقا بجواهر تحرك وتتحرك دائما على نظام من غير تغير وأما على الطبيعي فلدلالة هي (¬7) حركة النقلة بكونها من الوسط أو إلى الوسط أو على الوسط على أحوال الأجسام من قبول الفساد ولا قبوله وسائر الأفعال والانفعالات وأما على الخلقي فلأن إدراك ثبات الحال وحسن الترتيب والاعتدال والخلو عما لا احتياج إليه من تلك الأجرام تقتضي أيثار هذه الأمور ومحبتها ويصير ذلك مبدأ عادة أو خلق وبالجملة حالة للنفس شبيهة بها ثم قال فنحن نروم ازدياد محبة هذه الحالة بتعلم ما أدركه المتقدمون المحققون من هذا العلم وبإضافة ما أدركناه بحسب تأخر زماننا عنهم إليه ونجمعهما في كتاب على الترتيب الواجب A بأيجاز غير † ... † وإجمال فيما ذكره الأوائل وبسط فيما لم يدركوه أو أدركوه لا على ما يجب
<I.2> ب في مراتب أنواع هذا العلم
ينبغي أن نبدأ بالنظر في حال السماء والأرض ليتبين أن السماء كرية وحركاتها مستديرة والأرض بجل أجزائها كرية وهي كالمركز للسماء وكالنقطة عند كرة الثوابت وغير منتقلة عن الوسط ثم في وضع الفلك المتحرك بالحركة المائلة والمواضع المسكونة من الأرض ولخلاف (¬8) أحوالها بحسب العرض ثم في حركة الشمس والقمر وما يتبعهما ثم في الكواكب الثابتة ونختم بالمتحيرة فإن هذا الترتيب نافع في البعض وواجب في البعض على ما سيأتي ونطلب أصول ذلك من المبادئ المعلومة إما بالإحساس أو بالإرصاد المعتمدة المنقولة عن القدماء والتي توليناها نحن وفروعها من البراهين الهندسية
<I.3> ج في أن السماء كرية وحركاتها مستديرة
পৃষ্ঠা ২