121

وتداعى بانصرام جمعهم***جمع إبليس الذي كان جمع والجواب، عن قوله: « إن مؤلفيهم يعتمدون على الضعفاء والوضاعين »: هذا كلامه فيهم، وقد قدمنا أنه فيه مقلد، وأن الرواة الذين يضعفهم خصومهم لا يقبل فيهم قول خصومهم بدون حجة. وبسطنا في ذلك بما يكفي. وإذا كان الروات ثقات عند المعتمدين عليهم فلا يضرهم جرح غيرهم بدون حجة، والرواة الذين اعتمدهم أئمة الزيدية ثقات عندهم، فأي خلل عليهم من كونهم عند خصومهم ضعفاء أو وضاعين ؟

ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما***وللناس قال بالظنون وقيل

وأما قوله: « وإن المحدثين يعتمدون على جبال الحفظ مثل سفيان وأحمد والبخاري ».

فيرد عليه الاستفسار: هل قوله: « مثل »، يعني به تمثيل المحدثين الذين يعتمدون على جبال الحفظ، فمن هم الجبال ؟ وإن كان يعني بقوله « مثل سفيان وأحمد والبخاري » تمثيل جبال الحفظ المعتمد عليهم، فمن المحدثون الذين أراد مدحهم بهذا ؟ ثم إن افتخاره هذا لا يفيده، لأن أسانيد الحديث لا تتصل بسلسلة من الجبال يروي جبل عن جبل وهكذا حتى يصل السند إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ولا يكفي وجود جبل أو جبلين في السند مع ضعف بقية رجال السند، بل لو لم يكن في السند إلا ضعيف واحد لصار ضعيفا، ولم تنفع كثرة الجبال. على أن في أسانيد الزيدية جبال العلم والفضل الذين لا يقاس بهم أحد من خصومهم، ولكنا نستحيي من ذكرهم في هذا المحل ونجلهم عن المقايسة بينهم وبين البخاري وأحمد.

كتاب جامع البخاري ورواته

وإذ قد زعمت اعتمادهم على جبال الحفظ والاتقان بمعنى أنكم لا تعتمدون على الضعفاء، فأخبرنا: هل جامع البخاري كل أسانيده من طريق سفيان وأمثال سفيان ؟ أم أنت لا تعرف أكثر رجاله فضلا عن أن تجعلهم جبال الحفظ والاتقان ؟

পৃষ্ঠা ১২৪