Tahqeeq al-Nazar fi Hukm al-Basar
تحقيق النظر في حكم البصر
তদারক
عبد الحكيم محمد الأنيس
প্রকাশক
دار البشائر الإسلامية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪২৮ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
لقاء العشر الأواخر
بالمسجد الحرام
(١٠٤)
تحقيق النظر
في حكم البصر
المنسوب إلى
برهان الدين ولد تقي الدين السبكي
حققه وعلق عليه وقدم له
د. عبد الحكيم محمد الأنيس
أسهم بطبعه بعض أهل الخير من الحرمين الشريفين ومحبيهم
دار البشائر الإسلامية
1
جَمِيعُ الْحُقُوقِ مَحْفُوظَةٌ
الطَّبْعَةُ الأُولَى
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧م
شركة دار البشائر الإسلامية
لِلطِبَاعَةِ وَالنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ ش. م. م.
أَسَّسَهَا الشَّيْخُ رَمْزِي الْمُشَقِّصِيَّةُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سَنَةَ ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
بَيْرُوت - لُبْنَانُ ص. ب: ١٤/٥٩٥٥ هَاتِفُ: ٧٠٢٨٥٧
e-mail: bashaer@cyberia.net.lb
فَاكس: ٧٠٤٩٦٣ / ٠٠٩٦١١
2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد :
فهذا كتاب نافع في أحكام النظر، يشتمل على أربعة أبواب:
الباب الأول: في نظر الرجل إلى المرأة.
الباب الثاني: في نظر المرأة إلى الرجل.
الباب الثالث: في النظر إلى الأمرد.
الباب الرابع: في نظر المرأة إلى المرأة.
والباب الثالث: ((سر هذا الكتاب، وثمرة هذه الأبواب، ولأجله علّقت هذا الكتاب)) كما قال المؤلف.
وقد أتى فيه بأحكام ونقولات مفيدة، وبناه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، ورجع فيه إلى مصادر مهمّة متعدّدة.
وهو يأتي لبنة نافعة مكملة في سلسلة الكتب المخصصة لهذا الموضوع، ومنها:
3
-أحكام النظر إلى المحرَّمات، وما فيه من الخطر والآفات، للحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن حبيب العامري (ت ٥٣٠هـ).
-النظر في أحكام النظر بحاسة البصر، للإمام أبي الحسن علي بن محمد بن القطان الفاسي (ت٦٢٨ هـ).
-ومختصره للقباب (ت٧٧٨هـ).
-حكم النظر إلى النساء، لابن قيم الجوزية (ت٧٥٢هـ).
-وأصل الكتاب مخطوط يرقد في المكتبة الظاهرية بدمشق منسوباً إلى ((الشيخ برهان الدِّين ولد تقي الدِّين السبكي))، ويقع في (١٦) ورقة.
-وقد يسَّر الله تعالى لي النظر فيه وخدمته، والبحث في مؤلفه، والتعليق عليه، ولم أُطل ليبقى الكتاب لطيف الحجم سهل التناول.
ويتلخص عملي في الآتي:
-قابلت المنسوخ بأصله، وفقّرته، وفصلت جمله.
-حقَّقت نصوصه ووثّقتها بالرجوع إلى مصادره المصرح بها وغير المصرح.
-أصلحت الأخطاء التي وقع فيها الناسخ.
-علَّقت عليه ما رأيته نافعاً له.
-قدَّمت له بدراسة عن مؤلفه.
-وكلمة عن مصادره.
وكنت قد عملت فيه سنة ١٤٢١ هـ، وأرجأت نشره على أمل العثور على شيء يكشف غموض مؤلفه، وشاركت به في لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام سنة ١٤٢٥ هـ ورأيت الآن إظهاره ونشره، وما لا يدرك جُلّه
المنت مهمل
4
لا يترك كله، ولعل نشره يكون سبباً في الوصول إلى القطع بحقيقة مؤلفه.
وأخيراً أُذكِّر نفسي والإِخوة القراء بما قاله الإِمام ابن الجوزي في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإِسراء: ٣٦]: ((في هذا زجر عن النظر إلى ما لا يحل، والاستماع إلى ما يحرم، والعزم على ما لا يجوز))(١).
وبما كان بعض السلف يقوله: ((إذا تكلمتَ فاذكر مَنْ يسمع، وإذا نظرت فاذكر مَنْ يرى، وإذا تفكّرت فاذكر مَنْ يعلم))(٢).
ثم أبتهل إلى الله أن يحفظ أبصارنا وسائر جوارحنا، وأن يُمَتِّعَنا بها، ويجعلها الوارثَ منّا، وأن يلهمنا الصواب والسداد في أمورنا كلها، ويكتب لنا الإِخلاص والقبول.
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. عبدالحكيم محمد الأخيس
دبي / الاثنين ٢٩ صفر ١٤٢٨ هـ
(١) زاد المسير (ص٨١٣).
(٢) كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (١/ ١١٣).
5
قولي في المؤلف
جاء على غلاف الأصل المخطوط: ( ((كتاب تحقيق النظر في حكم البصر)) جمع الشيخ الإِمام العالم الفاضل الكامل الورع المحقّق سيدنا الشيخ برهان الدِّين ولد سيدنا الشيخ تقي الدِّين السبكي، فسح الله في مدّته وأعاد على المسلمين من بركاته بمحمَّد وآله، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وسلَّم تسليماً).
وهذا الكلام يثير الملحوظات الآتية:
ليس للشيخ تقي الدِّين السبكي الكبير ولد يلقَّب بـ (برهان الدِّين) وإنما له أربعة أبناء وهم:
أحمد بهاء الدِّين (٧١٩ - ٧٧٣هـ)، الحسين جمال الدِّين (٧٢٢ - ٧٥٥هـ)، عبد الوهاب تاج الدِّين (٧٢٧ - ٧٧١هـ)، محمد أبو بكر (؟) (١)، واشتهر منهم بهاء الدِّين وتاج الدِّين.
كلمة ((السبكي)) جاءت بين السطرين، فكأنها مقحمة من الناسخ إقحاماً (انظر صورة الغلاف في آخر المقدمة).
قول الناسخ ((فسح الله في مدّته ... ))، يعني أنه كتب في حياة
(١) ينظر: البيت السبكي، لمحمد الصادق حسين.
6
مؤلفه، والمفترض أنه كان في القرن الثامن الهجري إذا كان فعلاً أنه ابن الشيخ تقي الدِّين السبكي الكبير، ولكن ما معنى أن يكون للشيخ تقي الدِّين ولد يلقّب بهذا اللقب، ويكون على هذه الدرجة من العلم ولا يُعرف؟؟!
وإذا قصد الناسخ ((تاج الدِّين)) وأخطأ، فكيف يخطىء في حياة المؤلف ولا يصحح له هذا الخطأ؟
وهل يمكن أن يكون هذا الكتاب لتاج الدِّين؟
ننظر في مضمون هذا الكتاب ومحتوياته فنرى أن المؤلف يذكر لنفسه کتابین هما :
الطبقات.
والمذهب في تخريج أحاديث المهذب.
وقد أحال على كتابه ((الطبقات)) ثلاث مرات في التراجم التي ختم بها تحقيق النظر :
في ترجمة أبي سعيد الإِصطخري ورقمها (١) ونصّه: ((وباقي ترجمته في كتابنا ((الطبقات))، فاكشفه تجده)).
وفي ترجمة أبي عبد الله الزبيري ورقمها (١٢) ونصّه: ((وقد ذكرت شيئاً من غرائبه في ((الطبقات))، فليطلب منه)).
وفي ترجمة أحمد بن حنبل، ورقمها (٣٢) ونصّه: ((وقد بسطت أحواله وذكر مشايخه في كتابنا ((الطبقات)).
وقال في ترجمة إمام الحرمين ورقمها (٥): ((وقد أوضحت حاله في ترجمته))، ولم یذکر کتاباً.
7
وأحال على كتابه ((المذهب)) في ترجمة أبي داود ورقمها (٢٢) ونصّه: ((وقد أوضحت ترجمته في كتابنا ((المذهب في تخريج أحاديث المهذب))، فليطلب من هناك)).
وهذه الإِحالات تصدق على كتاب ((طبقات الشافعية الكبرى)) تماماً، ولكن لم يُعرف للتاج كتاب في تخريج أحاديث المهذب، ويبعد جدًّا أن یؤلف مثل هذا الكتاب ثم لا يُعرف ولا يُذکر ولا يشتهر!
كما أنَّ هذا الكتاب ((في أحكام النظر)) لم يُعرف ولم يُنسب إليه في كتاب من الكتب التي ترجمت له أو تناولت أخباره(١).
ولا ذكر له ولا لـ (المذهب) في الطبقات الكبرى، مع أن المؤلف ذكر فيه في ثنايا التراجم (٢١) كتاباً له، ومنها ((الكلام على أحاديث منهاج البيضاوي))، فقد قال في كلامه على حديثٍ: ((تكلمت عليه قديماً فيما كتبته على أحاديث منهاج البيضاوي))(٢).
(١) انظر ترجمته وكتبه وأخباره في: معجم الشيوخ لتاج الدِّين السبكي، والمعجم المختص (الترجمة ١٨٤)، والوافي بالوفيات (٣١٥:١٩)، ودرر العقود الفريدة (الترجمة ٧١١)، وتاريخ ابن قاضي شهبة (٣: ٣٧٢)، وطبقات الشافعية له (٣: ١٠٤)، والدرر الكامنة (٤٢٥:٢)، وذيل التبيان البديعة البيان (ص٥١)، والنجوم الزاهرة (١٠٨:١١)، وحسن المحاضرة (٣٢٨:١)، وكشف الظنون (مواضع متعددة)، وشذرات الذهب (٨: ٣٧٨)، والبدر الطالع (١: ٤١٠)، وهدية العارفين (٦٣٩:١)، وتاريخ الأدب العربي (٣٥٤:٦)، وفهرس الفهارس (٢: ١٠٣٧)، ومعجم المؤلفين (٢٢٥:٥)، والأعلام (٤: ١٨٤)، وترجمته في مقدمات كتبه كالطبقات الكبرى، ومعيد النعم، ومنع الموانع. وله ذكر في الدليل الشافي (٤٣٣:١)، وتاج العروس (١٤١:٧).
(٢) طبقات الشافعية الكبرى (٢٥٣:٢).
8
وذكر مرَّة نيته في تأليف كتاب فقال: وسأجمع بتوفيق الله في ((الدعاوى والبينات)) قواعد المذهب، فيما يثبت بالشاهد والمرأتين، وما لا يثبت إلاَّ بعدلين، وإلى الله الابتهال في تصديق الرجاء، وتحقيق الأمل، وصرف ما سعيت [أو: نتعب] فيه إلى نفع المسلمين))(١).
ثم إنَّ التراجم التي ختم بها مؤلّف ((تحقيق النظر)) كتابه رجع في (٢٤) ترجمة منها من أصل (٣٣) ترجمة إلى ((تهذيب الأسماء واللغات)) للنووي وأخذ التراجم منه، حتى في التراجم التي فيها إحالة إلى ((الطبقات)) و ((المذهب))، فلماذا يعتمد مؤلف له ثلاثة كتب في الطبقات على تهذيب الأسماء واللغات؟
ثم إنَّ مؤلّف الكتاب وقع له خطأ مستغرب جدًّا، إذ بدلاً من أن يترجم ابن الصباغ (العم) صاحب ((الشامل)) ترجم لابن أخيه ونسب إليه ((الشامل))!
فهل يُعقل صدور هذا عن التاج؟
وكذلك نسب قولاً لعبد الغافر الفارسي في ترجمة إمام الحرمين نسبه إلى ابن السمعاني! وهو منسوب إلى الفارسي في ((الطبقات الكبرى)) ضمن نصِ طويل نقله من ((السياق)).
ووقع له نسبة مسألة إلى ((بعض الأصحاب))، وهي أمامه في ((الشرح الكبير)) للرافعي منسوبة إلى ((أكثر الأصحاب))!
ونسب حديثاً إلى مسلم وهو في جامع الترمذي!
وأطلق في (١٢) ترجمة لفظ الاسم على الكنية!
وقال عن الباب الثالث إنه أقصر الأبواب، مع أن الرابع أقصر منه.
(١) طبقات الشافعية الكبرى (٢٢٠:٥).
9
ووعد أن يذكر خاتمة لتراجم بعض الأصحاب، ثم ترجم لعدد من الصحابة والأئمة والمتبوعين! وترك من الأصحاب مَنْ هم بحاجة إلى التعريف أكثر ممن ترجم لهم!
وليس في الكتاب ذكر لأحد من السبكيين، ومن عادة تاج الدِّين ذكر والده والنقل عنه.
ثم إذا كان ((برهان الدِّين)) غير معروف، ولم تصح نسبة الكتاب إلى (تاج الدِّين))، فمن يكون المؤلف؟
الواقع أننا عند البحث عمن اجتمع له تأليف كتاب في الطبقات وفي تخريج أحاديث المهذب لا نجد سوى الإِمام ابن الملقن (٧٢٣ - ٨٠٤هـ) فله :
العِقد المذهَّب في طبقات حملة المذهب
والمحرر المذهب في تخريج أحاديث المهذب.
وإذا نظرنا في الإِحالات نجد أن الإِحالة الأولى قد تصدق عليه، وكذا الإِحالة في ترجمة إمام الحرمين، أما الإِحالتان: الثانية والثالثة فلا تصدقان، فهو لم يذكر شيئاً من غرائب الزبيري، ولم يبسط أحوال الإِمام أحمد ..
ولعل مما يمكن أن يقال هنا في الجواب على هذا: احتمال أن يكون لطبقات ابن الملقن أكثر من نسخة، ولا سيَّما أنه ظل يشتغل بها من يوم الأربعاء ١٢ من شوال سنة ٧٥٣هـ إلى يوم الأربعاء ١٣ من ذي القعدة سنة ٧٦٢هـ، سوى زيادات كثيرة أُلحقت بعد ذلك (كما جاء في خاتمة الكتاب)(١).
(١) العقد المذهب (ص٤٣٢).
10
ولعله أراد أن يزيد في ترجمة الزبيري وأحمد بن حنبل ونسي ذلك، أو زاده في قصاصة وسقطت، أو لعله أراد - فيما يتعلق بترجمة أحمد - كتابه في ((طبقات المحدثين))، وترجمة أحمد فيه أليق من ترجمته في (طبقات الشافعية حملة المذهب)).
هذا، وقد رأيت ابن الملقن يقول في ترجمة الديباجي (٧٧٤هـ) في كتابه ((طبقات الأولياء))(١): ((وقد ترجمته في ((الطبقات)). ولم أجد له ترجمة في ((العقد المذهب)). وقد ذكر بعد صفحة(٢) في ترجمة ابن اللبان الدمشقي (٧٤٩هـ) أنه ترجمه في ((الطبقات)) و ((التاريخ))، ورأيت ترجمته في (العقد المذهب)) فعلاً(٣).
وأما كتابه ((المحرر المذهب في تخريج أحاديث المذهب))، فلا أعلم له نسخة لنتأكد من إحالة ترجمة أبي داود عليه. وقد انفرد محقّق ((تفسير غريب القرآن)) لابن الملقن بقوله عنه: إنه مخطوط(٤). ولم يذكر مكان وجوده(٥).
ويُلحظ أنَّ عنوان كتاب ابن الملقن: ((المحرر المذهب في تخريج أحاديث المذهب))(٦)، بينما المذكور في ((تحقيق النظر)) هنا ((المذهب في تخريج أحاديث المهذب)) وإن كان الفرق يسيراً.
(١) (ص٥٦٨).
(٢) طبقات الأولياء (ص٥٦٩).
(٣) انظر: العقد المذهب (ص٤٢٩) برقم (١٦٧٠).
(٤) انظر: التقديم لـ ((تفسير غريب القرآن)) (ص٣٦).
(٥) وقد رجعت إلى الفهرس الشامل (الحديث وعلومه ورجاله)، ولم أجد له ذكراً.
(٦) انظر: الضوء اللامع (١٠١:٦ و١٠٣)، وكشف الظنون (١٩١٣:٢).
11
ولعل من المفيد أن أُورد هنا ملحوظات قد تكون دالةً اجتمعت لي وأنا أبحث عن مؤلف هذا الكتاب فأقول:
١ - إن لابن الملقن عناية بتراجم رجال الكتب التي يؤلفها، أو يشرحها، ومن ذلك: كتابه: ((العدة في معرفة رجال العمدة))، أي: عمدة الأحكام للمقدسي(١).
ونجد هنا خاتمة في ذكر تراجم بعض العلماء الذين ذكرهم في هذا الكتاب.
٢ - إن عمل المؤلف هنا يشبه عمل ابن الملقن في كتابه الكبير ((جمع الجوامع))(٢) في الفروع، وقد قال عنه: ((جمعت فيه بين كلام الرافعي في شرحيه ومحرره، والنووي في شرحه ومنهاجه وروضته، وابن الرفعة في كفايته ومطلبه، والقمولي في بحره وجواهره، وغير ذلك ... ))، وهو هنا يجمع بين كلام الرافعي والنووي وغيرهما من رجال المذهب، بما يتناسب مع كتاب صغير، وأما كتابه ((جمع الجوامع))، فهو في نحو ثلاثين مجلداً أو أكثر.
٣ - إن الإِحالات هنا تشبه إحالاته في كتابه ((العقد المذهب)) وغيره، ومن أمثلة ذلك:
(أ) قال في العقد المذهب عن الشيرازي: ((ذكرت ترجمته مستوفاة في أول تخريجي لأحاديث ((مهذبه))، وذكرت نبذة منها في شرحي
(١) انظر: الضوء اللامع (٦: ١٠١).
(٢) انظر ذكره في: التقديم لـ: تحفة المحتاج (٧٩:١)، والبدر المنير (١٠٣:١)، ونزهة النظار (ص٦٩).
12
لـ: (تنبيهه))، فراجعها منهما))(١).
(ب) وقال عن الرافعي: ((ذكرت أحواله موضحة في تخريجي الأحاديث (شرحه الكبير))، فراجعها منه، فإنني أجمع فيها مهمات))(٢).
(ج) وقال عن النووي: ((ذكرت أحواله موضحة في ((شرح المنهاج))، فراجعها منه))(٣)
(د) وقال في الإعلام عن عثمان بن عفان: ((وقد بسطت ترجمته فیما أفردته على رجال هذا الكتاب، فراجعها منه، وقد أفردته بالتصنيف أيضاً)(٤).
٤ - ثم إن عدم ذكره في الكتب التي ترجمت له لا يفيد القطع بعدم صحة نسبته، وقد قال السخاوي في ترجمته له بعد أن عدد من مصنفاته: (( ... وما لا أنهض لحصره، واشتهرت في الآفاق تصانيفه، وكان يقول: إنها بلغت ثلاث مئة مصنف))(٥).
- ومثل هذا يقال أيضاً عن تاج الدِّين السبكي -.
٥ - إنَّ ابن الملقن لُقِّبَ في نهاية مخطوط كتابه («حدائق الحقائق)):
(١) العقد المذهب (ص ١٠٠)، وقد بدأ بتأليف (العقد)) سنة (٧٥٣هـ)، وانتهى منه سنة (٧٦٢هـ) ثم زاد زيادات كثيرة كما تقدّم.
(٢) العقد المذهب (ص١٥٣).
(٣) العقد المذهب (ص١٧١). وله على المنهاج أكثر من شرح، والمقصود شرحه الكبير كما في عجالة المحتاج (١: ٦٢).
(٤) الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٣٢٣:١).
(٥) الضوء اللامع (١٠٣:٦).
13
((برهان الدِّين))(١)، فلعل هذا اللقب كان على نسخة من هذا الكتاب أيضاً، ثم أضاف ناسخه ((ولد تقي الدِّين السبكي)) ظنًّا منه أن مؤلفه هو السبكي إذ رأى في خاتمته نسبة مؤلفه ((الطبقات)) إلى نفسه.
٦-إن ابن الملقن كان يحيل على كتابه ((تخريج أحاديث المهذب))(٢)، ونجد هنا إحالة على هذا الكتاب أيضاً.
٧-إن ابن الملقن كان كثير الثناء على ((الشرح الكبير)) للرافعي، وهذا الشرح عمدة الشافعية، وفي ذلك يقول: ((إنه كتاب لم يصنف في المذهب على مثل أسلوبه، ولم يجمع أحد سلف كجمعه، في ترتيبه وتنقيحه وتهذيبه، ومرجع فقهائنا في كل الأقطار اليوم في الفتوى والتدريس والتصنيف إليه، واعتمادهم في هذه الأمور عليه))(٣).
ونجد المؤلف هنا يدير كتابه هذا عليه، ويستمد منه بالدرجة الأولى.
٨-يقول المؤلف هنا في آخر كتابه بعد إيراد التراجم: ((وهذا آخر ما قصدنا ذكره من المسائل والأنساب والألقاب، لينتفع بها مطالع هذا الكتاب، وليزداد به علم أولي الألباب)).
ونجد لابن الملقن كتاباً بعنوان: ((إيضاح الارتياب في معرفة ما يشتبه ويتصحَّف من الأسماء والأنساب والألفاظ والكنى والألقاب، الواقعة في تحفة المحتاج إلى أحاديث المنهاج)).
قال في أوله: "وقد سُئِلت أن أُلحِق بآخر هذا الكتاب [يعني تحفة
(١) انظر: مقدمة محقق طبقات الأولياء، لابن الملقن (ص٥٤ - ٥٥).
(٢) انظر: البدر المنير (١: ١٢٩)، وتحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج (٢: ١١٢).
(٣) البدر المنير (١: ٣١٠)، وانظر: (١: ٤٦٧).
14
المحتاج] فصلاً مختصراً في ضبط ما يشكل على الفقيه الصرف من الأسماء والألفاظ واللغات، وتبيينها، فأجبت وبالله التوفيق)) (١).
ومن الواضح وجود تشابه بين العملين: في آخر تحفة المحتاج وفي آخر هذا الکتاب ((تحقیق البصر)).
فهل يكون ابن الملقن مؤلفَ هذا الكتاب؟
الله أعلم ...
ولا ننسى أن أحداً لم يذكر له شيئاً من ذلك، وأن ما سلف عن مشكلة ترجمة ابن الصباغ يرد هنا أيضاً، مع أن الأمر واضح سليم في ((العِقد المذهب)).
وقد يقال: إن الحافظ ابن حجر العسقلاني كان يقصد مثل هذه المشكلات حين قال في ترجمة ابن الملقن: ((وكانت كتابته أكثر من استحضاره، فلما دخل الشام فاتَحوه في كثير من مشكلات تصانيفه، فلم يكن له بذلك شعور، ولا أجاب عن شيء منه، فقالوا في حقه: ناسخ كثير الغلط)) (٢).
***
ونأتي الآن إلى احتمال آخر وهو أن للفقيه الشافعي ابن المعين (شرف الدِّين محمد بن عبد المنعم بن عمر المنفلوطي المصري المتوفى سنة ٧٤١هـ) تخريجاً لأحاديث المهذب عنوانه ((الطراز المذهَّب في الكلام
(١) مقدمة طبقات الأولياء له (ص ٥٠ -٥١)، ومقدمة البدر المنير (٩٣:١)، ومن هذا الكتاب نسخة في مكتبة شستربتي.
(٢) ذيل الدرر الكامنة (ص١٢٣).
15
على أحاديث المذهب )) وله: مختصر تهذيب الأسماء واللغات للنووي، وهو موجود بخطه في دار الكتب المصرية، وقد أتمه سنة ٧٣٤هـ(١)، فهل يكون له علاقة بكتابنا ((تحقيق النظر))؟
الجواب: ما أرى هذا، فهو لم يذكر له كتاب في الطبقات، ولا يمكن أن يكون المقصود كتابه مختصر تهذيب الأسماء واللغات، فهو ليس كتاب طبقات، مع أن الإحالات كلها تنطبق على أصله عدا الإحالة في ترجمة إمام الحرمين، فالنووي لم يترجم له في كتابه هذا .. ومن الضروري مراجعة هذا المختصر، فقد يلقي ضوءاً على ما نحن بصدده.
ويبقى الإشكال في ترجمة ابن الصباغ (ابن الأخ) بدل (العم) يعكر على هذا كله، فترجمة ابن الصباغ في تهذيب الأسماء واللغات سليمة على اختصارها(٢).
***
وبعد: فإذا صحَّ القول أنَّ هذا الكتاب لأحد أبناء الإمام تقي الدين السبكي، فلعل المقصود هو ((تاج الدين))، ولعله ألَّفه مبكراً أول عهده بالتأليف، ثم أضاف الإحالات عليه في وقت لاحق، وربما لم يشتهر لأنه لم يبيضه لسرعة وفاته، إذ توفي وله (٤٤) سنة، وما ذكرته من ملحوظات فلعل مرجعها إلى أنه لم يُعد النظر فيه من بعد.
(١) انظر ترجمته في: الدرر الكامنة (٣٣:٤)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٨٠:٣)، وشذرات الذهب (٢٣١:٨)، وكشف الظنون (٩٣٠، ١٩١٣)، وهدية العارفين (٢: ١٥٠)، والأعلام (٦: ٢٥٠)، ومعجم المؤلفين (١٠: ٢٦١).
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (٢٩٩:٢).
16
وفي حكايته عن الإمام النووي في الباب الثالث من الكتاب ما يُشعر أن المؤلف كان في دمشق، ثم إن نسخة الكتاب الوحيدة ــ فيما أعلم - وُجدتْ في المكتبة الظاهرية في دمشق، وإليها عزا ذكر الكتاب إسماعيل باشا البغدادي في إيضاح المكنون(١)، وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي(٢).
غير أن نسبة ((المذهب)) إلى التاج مشكلة تحتاج إلى حلّ!
وفي الختام لا بد من القول: إنَّ مادَّة هذا الكتاب سليمة معتمدة صحيحة النقل - إلاَّ في موضعين نبّهت عليهما - سواء كانت نسبته إلى تاج الدِّين السبكي، أو إلى ابن الملقن، أو إلى عالِم آخر غيرهما، وإذا لم يكن أحدهما مؤلفه فلا بد أنه عالم من العلماء المطلعين المعتمدين في نقولهم وتأليفهم.
ونسأل الله تعالى أن يكشف لنا مزيداً من المعلومات التي تقطع الشك باليقين، ولعل نشره يكون وسيلة إلى ذلك - كما قلت في المقدمة - .
والجدير بالذكر أني راجعت عدداً من الكتب التي أُلِّفتْ في أحكام النظر بعد القرن الثامن إلى اليوم، لعل أحداً من مؤلفيها قد ذكر هذا الكتاب أو نقل عنه فلم أعثر على شيء.
وهذه الكتب هي:
عرائس الغرر وغرائس الفكر في أحكام النظر، لعلي بن عطية الهيتي الحموي الشافعي (ت٩٣٦هـ).
(١) (١ :٢٦٨).
(٢) (٣٥١:٦)، وجاء فيه: ((هذا المؤلف غير معروف على وجه اليقين، سواء عند السبكي في الطبقات، أو عند فستنفلد ... )).
17
العقد المفرد في حكم الأمرد، للدجاني (ت١٠٧١ هـ).
قضاء الوطر من معرفة أحكام المس والنظر على مذاهب الأئمة الأربعة رضي الله عنهم، لمحمد حبيب الله بن مايابي الجكني الشنقيطي إقليماً، المالكي مذهباً، المدني مهاجراً (ت١٣٦٣هـ).
الدرَّة الثمينة في الكلام على حكم العورة على مذهب مالك بن أنس عالم المدينة، لمحمد بن يوسف التونسي الشهير بالكافي (ت ١٣٨٠ هـ).
رفع اللَّبس في أحكام النظر واللمس على مذهب الإِمام الشافعي، لرضوان العدل بيبرس الشافعي الخلوتي الشاذلي.
الدرر الشريفة في أحكام النظر واللمس على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة، له أيضاً (١).
فقه النظر في الإِسلام، للشيخ محمد أدیب کلکل.
حكم العورة في الإِسلام، للشيخ محمد بشير الشقفة.
أحكام العورة والنظر بدليل النص والنظر، للدكتور مساعد بن قاسم الفالح.
(١) للشيخ عبد الغني النابلسي (ت١١٤٣ هـ): ((القول المعتبر في بيان النظر))، ذكره المرادي في ترجمته في سلك الدرر (٣٦:٣)، ونقل منه ابن عابدين في حاشيته (١ : ٢٧٢) فليطلب وينظر.
وله ((تحقيق النظر في تحقيق النظر))، وهو في وقف معلوم، ذكره المرادي في سلك الدرر (٣٤:٣)، وراجعت منه نسخة مصورة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.
18
أحكام العورة في الفقه الإسلامي: بحث مقارن، للدكتور عبد الفتاح محمود إدريس.
وقبل أن أنتقل إلى الفقرة الأخرى أقول: ألا يحتمل أن يكون (برهان الدِّين السبكي) هذا رجلاً من آل السبكي كان بعد القرن الثامن ولم نصل إلى معرفته بعد؟ ربما، والله تعالى أعلم.
المكتبة العصرية
19
مصادر الكتاب المباشر
رجع مؤلف هذا الكتاب إلى مجموعة كتب، وقد صرّح بأسماء بعضها وأبهم بعضاً.
وأذكر هنا أسماء العلماء والكتب التي ذُكرتْ في الكتاب - على حسب ورودها - :
المتولي (ت٤٧٨ هـ). وترجمته برقم (٤). وهو صاحب كتاب ((التتمة)).
إمام الحرمين (ت٤٧٨ هـ). وترجمته برقم (٥).
الرافعي (ت٦٢٣ هـ). وترجمته برقم (٦). ويريد كتابه ((الشرح الكبير))، وقد صرّح به في موضعين.
((التعليقة))، للقاضي حسين بن محمد المروزي (ت٤٦٢هـ). وترجمته برقم (٨).
الماوردي (ت٤٥٠هـ). وترجمته برقم (٩). ويريد كتابه ((الحاوي)).
((الروضة))، للنووي (ت٦٧٦ هـ). وترجمته برقم (١٠).
20