তাহকিম আল-উকুল ফি তাসহীহ আল-উসুল

ইবনে সাঈদ ইবন কারামা d. 494 AH
100

তাহকিম আল-উকুল ফি তাসহীহ আল-উসুল

تحكيم العقول في تصحيح الأصول

قلنا: فقد زعمتم أنه أهل لسوء الثناء عليه، وأن لا يعبد ويعبد غيره، وأهل بأن يعصى ويجعل له الشركاء.

فإن قالوا: إنه ليس بأهل لكون ما أراد.

قلنا: فقد زعمتم أنه أراد كون ما ليس هو بأهل له، وزعمتم أنه ليس بأهل لكون مراده وهذا فاسد.

ويقال لهم: هل لله على العباد حق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ويحسنوا الثناء عليه ويطيعونه ولا يعصونه؟ فلا بد من: بلى، إذ لو قالوا بخلاف ذلك لخرجوا من زمرة المسلمين، فيقال لهم: فمن أطاعه أراد منه حقه فأداه، فلا بد من: بلى.

فيقال: فالكفار هل أراد منهم أداء حقه؟.

فإن قالوا: لا.

قلنا: فوجب أن لا يكون له حق عليهم؛ لأن صاحب الحق إذا ترك حقه ولم يرده سقط.

فإن قالوا: لم يرده ولم يكرهه، كابروا.

ويقال لهم: خبرونا عن ملك أراد من غيره شيئا فيفعل أيستحق عليه العقوبة أو المثوبة؟.

فإن قالوا: العقوبة كابروا ودفعوا المعقول، وإن قالوا: المثوبة.

قلنا: فوجب أن يستحق الكفار على الله تعالى المثوبة بكفرهم؛ لأنهم فعلوا ما أراده، ومن قال بذلك منهم انسلخ من الدين.

ويقال: ما الذي أراد الله من فرعون؟.

فإن قالوا: الكفر.

قلنا: فما الذي أراد فرعون؟.

فإن قالوا: الكفر.

قلنا: فما الذي أراد موسى؟.

فإن قالوا: الإيمان.

قلنا: فرعون هو الموافق لربه في إرادته دون موسى، وكفى بذلك خزيا وفضيحة لمن قال به.

ويقال لهم: أليس الله تعالى قال: ?لا يحب الفساد?[البقرة:205]، وقال: ?ولا يرضى لعباده الكفر?[الزمر:7]، وقال: ?وما الله يريد ظلما للعباد?[غافر:31] يمتن، وقال: ?ولا يريد بكم العسر?[البقرة:185]، فكيف يجوز أن يريد منهم ما يؤديهم إلى العذاب الأليم.

পৃষ্ঠা ১২৪