قلت وبالله التوفيق: وماذكره الهادي والقاسم -عليهما السلام- من أن جلب المنافع إلى عسكر الظالمين فسق، هو الحق؛ لأن سبيل المؤمنين في ذلك قتالهم؛ لقوله تعالى: {فقاتلوا التي تبغي...} الآية. وجلب المنافع إليهم ينافي القتال ضرورة، فعلمنا أن ذلك غير سبيل المؤمنين، وقد قال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}[النساء:115].
وقال الهادي عليه السلام: أيضا في باب معاونة الظالمين من كتاب (الأحكام) مالفظه:
(فمن كثر بنفسه أوبقوله، أو أعان بماله على محق من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقد شرك في دمه) إلى آخر كلامه عليه السلام، ولا يقال: إن ذلك لا يكون إلا مع القصد؛ لأنه عليه السلام لم يشترط ذلك، ولأنه عليه السلام، قد جعل التجارة في عسكر الظالمين فسقا، والتجار إنما يقصدون الزيادة في الربح فتأمل ذلك، فإن تقوى الله لاتكون بالتعسف في التأويل، ورد القول إلى ما يطابق هوى النفس.
وقال الهادي عليه السلام في كتاب (العدل والتوحيد) ما لفظه:
(كدأب الذين يعينون الظالمين، ويقيمون دولتهم بزرعهم وتجارتهم، وينصرونهم على قتل المسلمين، وهتك حريمهم، وأخذ أموالهم، ولولا التجار والزراعون ماقامت للظالمين دولة، ولاثبتت لهم راية، ولذلك قال تبارك وتعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}[هود:113]) .
পৃষ্ঠা ৩৩৩