354

وتدل على أن الحجة متى قامت بمعجزة واحدة، فبعد ذلك يجوز أن لا تظهر

أخرى، وألا يسأل إلا بحسب المصلحة؛ لأن التمكن قد حصل، ولا لطف في الثانية.

وتدل على أن التعنت في الدين ضلالة، والتشبه بأهل الضلال ضلال، ونحو ذلك مما روي من تشبه بقوم كان منهم.

قوله تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير (109)

* * *

(اللغة)

ود وأحب وأراد من النظائر، تقول: وددت أود.

والحسد: الأسف على خير غيره، وتمني زواله، وهو خلق دنيء، حسدت أحسد.

والصفح والعفو: التجاوز عن الذنب، يقال: صفح عنه، أي تجاوز بالعقوبة عنه.

* * *

(الإعراب)

في نصب حسدا أقوال: قيل: نصب على المصدر بتقدير: حسدوكم حسدا؛ لأن الجملة التي قبلها بدل من الفعل الذي هو الحسد، وقيل: نصب لأنه مفعول له كأنه قيل: يردونكم لأجل الحسد، وقيل: بنزع حرف الصفة، أي للحسد، أو من الحسد.

পৃষ্ঠা ৫৪৫