قلنا: فيه ثلاثة أقوال: قيل: معناه النداء، تقديره: يا هؤلاء، وقيل: معناه التوكيد: لأنتم والخبر تقتلون، وقيل: هو بمعنى الذين، وصلته تقتلون.
وموضع تقتلون رفع إذا كان خبرا، ولا موضع له إذا كان صلة، قال الزجاج: ومثله في الصلة قوله: (وما تلك بيمينك ياموسى) يعني: وما التي بيمينك، و (هؤلاء) مبني على الكسر كأمس.
* * *
(المعنى)
لما تقدم أخذ الميثاق من بني إسرائيل بين كيف نقضوا ذلك، وخالفوا، فقال تعالى: ثم أنتم هؤلاء يعني بني إسرائيل تقتلون أنفسكم يعني يقتل بعضكم بعضا، قيل: تتعرضون للقتل وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون تعاونون عليهم بالإثم والعدوان تجاوز الحد وإن يأتوكم أسارى تفادوهم.
ويقال: الذين فدوا من الأسارى هم الذين أخرجوا أم غيرهم؟ وما معنى تفادوهم؟
قلنا: للعلماء فيه ثلاثة أقوال: الأول: قيل: هم فريق واحد، وذلك أن قريظة والنضير كانا أخوين كالأوس والخزرج، فافترقوا فكانت النضير مع الخزرج، وقريظة مع الأوس، فإذا اقتتلوا عاونت كل فرقة حلفاءها، فإذا وضعت الحرب أوزارها فدوا أسراها، فعابهم العرب بذلك، وهذا معنى قول ابن عباس وابن زيد.
পৃষ্ঠা ৪৭৪