[177] فكيف يمتنع على القديم ان يكون قبل الفعل الصادر عنه الآن فعل وقبل ذلك الفعل فعل ويمر ذلك فى اذهاننا الى غير نهاية كما يستمر وجوده أعنى الفاعل الى غير نهاية فان من لا يساوق وجوده الزمان ولا يحيط به من طرفيه يلزم ضرورة ان يكون فعله لا يحيط به الزمان ولا يساوقه زمان محدود وذلك ان كل موجود فلا يتراخى فعله عن وجوده الا ان يكون ينقصه من وجوده شىء أعنى ان لا يكون على وجوده الكامل أو يكون من ذوى الاختيار فيتراخى فعله عن وجوده عن اختياره ومن يضع ان القديم لا يصدر عنه الا فعل حادث فقد وضع ان فعله بجهة ما مضطر وانه لا اختيار له من تلك الجهة فى فعله
الدليل الثالث على قدم العالم
[178] قال ابو حامد تمسكوا بان قالوا وجود العالم ممكن قبل وجوده اذ يستحيل أن يكون ممتنعا ثم يصير ممكنا وهذا الامكان لا اول له أى لم يزل ثابتا ولم يزل العالم ممكنا وجوده اذ لا حال من الاحوال يمكن ان يوصف العالم فيه بانه ممتنع الوجود فاذا كان الامكان لم يزل فالممكن على وفق الامكان أيضا لم يزل فان معنى قولنا انه ممكن وجوده أنه ليس محالا وجوده فاذا كان ممكنا وجوده أبدا لم يكن محالا وجوده أبدا والا فان كان محالا وجوده أبدا بطل قولنا انه ممكن وجوده ابدا وان بطل قولنا انه ممكن وجوده ابدا بطل قولنا ان الامكان لم يزل وان بطل قولنا الامكان لم يزل صح قولنا ان الامكان له اول واذا صح ان له أولا كان قبل ذلك غير ممكن فيؤدى الى اثبات حال لم يكن العالم ممكنا ولا كان الله عليه قادرا
পৃষ্ঠা ৯৭