[196] قلت حاصل هذا القول انه يلزمهم ان فى الجسم اشياء كثيرة ليس يمكن ان تصدر عن فاعل واحد الا ان يقولوا ان الفاعل الواحد يصدر عنه افعال كثيرة او يعتقدوا ان كثيرا من لواحق الجسم يلزم عن صورة الجسم وصورة الجسم عن الفاعل وعلى هذا الرأى فليس تصدر الاعراض التابعة للجسم المتكون عن الفاعل له صدورا أولا بل بتوسط صدور الصورة عنه وهذا القول سائغ على اصول الفلاسفة لا على اصول المتكلمين واظن ان المعتزلة ترى ان ههنا اشياء لا تصدر عن الفاعل للشىء صدورا اوليا كما تراه الفلاسفة .
[197] واما نحن فقد تقدم من قولنا كيف الواحد سبب لوجود النظام ووجود الاشياء الحاملة للنظام فلا معنى لاعادة ذلك
[198] الوجه الثالث قال ابو حامد هو ان الفلك الاقصى انقسم الى نقطتين هما القطبان وهما ثابتا الوضع لا يفارقان وضعهما واجزاء المنطقة يختلف وضعها فلا يخلو اما ان يكون جميع اجزاء الفلك الاقصى متشابها فلم يلزم تعين نقطتين من بين سائر النقط لكونهما قطبين أو أجزاؤها مختلفة ففى بعضها خواص ليس فى البعض فما مبدأ تلك الاختلافات والجرم الاقصى لم يصدر الا عن معنى واحد بسيط والبسيط لا يوجب الا بسيطا فى الشكل وهو الكرى ومتشابها فى المعنى وهو الخلو عن الخواص المميزة وهو ايضا لا مخرج عنه
পৃষ্ঠা ২৩৪