[34] قلت أما الكرامية فيرون ان ههنا ثلثة اشياء فاعل وفعل وهو الذى يسمونه ايجادا ومفعول وهو الذى به تعلق الفعل وكذلك يرون ان ههنا معدما وفعلا يسمى اعداما وشيئا معدوما ويرون ان الفعل هو شىء قائم بذات الفاعل وليس يوجب عندهم حدوث مثل هذه الحال فى الفاعل ان يكون محدثا لان هذا من باب النسبة والاضافة وحدوث النسبة والاضافة لا يوجب حدوث محلها وانما الحوادث التى توجب تغير المحل الحوادث التى تغير ذات المحل مثل تغير الشىء من البياض الى السواد .
[35] ولكن قولهم ان الفعل يقوم بذات الفاعل خطأ وانما هى اضافة موجودة بين الفاعل والمفعول اذا نسبت الى الفاعل سميت فعلا واذا نسبت الى المفعول سميت انفعالا لكن الكرامية بهذا الوضع ليس يلزمهم ان يكون القديم يفعل محدثا ولا ان يكون القديم ليس بقديم كما ظنت الاشعرية لكن الذى يلزمهم ان يكون هنالك سبب أقدم من القديم وذلك ان الفاعل اذا لم يفعل ثم فعل من غير ان ينقصه فى الحال التى لم يفعل فيها شرط من شروط وجود المفعول فهو بين انه قد حدث فى وقت الفعل صفة لم تكن قبل الفعل فى الفاعل وكل حادث فله محدث فيلزم ان يكون قبل السبب الاول سبب ويمر ذلك الى غير نهاية وقد تقدم ذلك
পৃষ্ঠা ১৩৬