ما تمسك به جالينوس اذ قال لو كان الشمس مثلا تقبل الانعدام لظهر فيها ذبول فى مدة مديدة والارصاد الدالة على مقدارها منذ آلاف سنين لا تدل الا على هذا المقدار فلما لم تذبل فى هذه الآماد الطويلة دل انها لا ت/hi> الاعتراض عليه من وجوه - الاول ان شكل هذا الدليل ان يقال ان كان الشمس تفسد فلا بد وان يلحقها ذبول لكن التالى محال فالمقدم محال وهو قياس يسمى عندهم الشرطى المتصل وهذه النتيجة غير لازمة لان المقدم غير صحيح ما لم يضف اليه شرط آخر وهو قوله ان كان تفسد فلا بد وان تذبل فهذا التالى لا يلزم هذا المقدم الا بزيادة شرط وهو ان يقال ان كان تفسد فسادا ذبوليا فلا بد وان تذبل فى طول المدة أو يبين انه لا فساد الا بطريق الذبول حتى يلزم التالى للمقدم ولا نسلم انه لا يفسد الشىء الا بالذبول بل الذبول احد وجوه الفساد ولا يبعد ان يفسد الشىء بغتة وهو على حال كماله
[17] قلت الذى عاند به هذا القول فى هذا الوجه هو ان اللزوم بين المقدم والتالى غير صحيح وذلك ان الفاسد ليس يلزم ان يذبل اذ كان الفساد قد يقع للشىء قبل الذبول واللزوم صحيح اذا وضع الفساد على المجرى الطبيعى ولم يوضع قسرا وسلم ايضا ان الجرم السماوى حيوان وذلك ان كل حيوان يفسد على المجرى الطبيعى فهو يذبل قبل ان يفسد ضرورة لكن هذه المقدمات لا يسلمها الخصوم فى السماء بغير برهان فلذلك كان قول جالينوس اقناعيا .
পৃষ্ঠা ১২৭