[193] ولما كان نفس العدم ليس يمكن فيه ان ينقلب وجودا ولا نفس الوجود ان ينقلب عدما وجب ان يكون القابل لهما شيئا ثالثا غيرهما وهو الذى يتصف بالامكان والتكون والانتقال من صفة العدم الى صفة الوجود فان العدم لا يتصف بالتكون والتغير ولا الشىء الكائن بالفعل ايضا يتصف بذلك لان الكائن اذا صار بالفعل ارتفع عنه وصف التكون والتغير والامكان فلا بد اذا ضرورة من شىء يتصف بالتكون والتغير والانتقال من العدم الى الوجود كالحال فى انتقال الاضداد بعضها الى بعض اعنى انه يجب ان يكون لها موضوع تتعاقب عليه الا انه فى التغير الذى فى سائر الاعراض بالفعل وهو فى الجوهر بالقوة .
[194] ولسنا نقدر أيضا ان نجعل هذا الموصوف بالامكان والتغير الشىء الذى بالفعل أعنى الذى منه الكون من جهة ما هو بالفعل لان ذلك ايضا يذهب والذى منه الكون يجب ان يكون جزءا من المتكون فاذا ههنا موضوع ضرورة هو القابل للامكان وهو الحامل للتغير والتكون وهو الذى يقال فيه انه تكون وتغير وانتقل من العدم الى الوجود .
[195] ولسنا نقدر ايضا ان نجعل هذا من طبيعة الشىء الخارج الى الفعل أعنى من طبيعة الموجود بالفعل لانه لو كان ذلك كذلك لم يتكون الموجود وذلك ان التكون هو من معدوم لا من موجود .
পৃষ্ঠা ১০৬