﴿وَيَعْقُوب والأسباط وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ من رَبهم لَا نفرق بَين أحد مِنْهُم وَنحن لَهُ مُسلمُونَ (١٣٦) فَإِن آمنُوا بِمثل مَا أمنتم بِهِ فقد اهتدوا وَإِن﴾
وَفِي الْخَبَر: " أَن النَّبِي قَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولى من رَكْعَتي الْفجْر هَذِه الْآيَة قَوْله تَعَالَى ﴿آمنا بِاللَّه﴾ إِلَى آخرهَا. وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة ﴿قل آمنا بِاللَّه وَمَا أنزل علينا﴾ إِلَى آخرهَا ". أخرجه مُسلم فِي الصَّحِيح.
حكى عَن السّلف أَنهم كَانُوا إِذا قيل للرجل مِنْهُم: [أمؤمن أَنْت]؟ قَرَأَ ﴿آمنا بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا﴾ الْآيَة.
وَأما الأسباط: هم اثْنَا عشر سبطا وهم أَوْلَاد يَعْقُوب والأسباط فِي بني إِسْرَائِيل كالقبائل فِي [الْعَرَب] .
وَقيل: السبط: الشّجر، سمى بذلك لِكَثْرَة فروعه.
﴿لَا نفرق بَين أحد مِنْهُم وَنحن لَهُ مُسلمُونَ﴾ أَي: نؤمن بِالْكُلِّ، وَلَا نفضل الْبَعْض عَن الْبَعْض.
قَوْله تَعَالَى: ﴿فَإِن آمنُوا بِمثل مَا آمنتم بِهِ﴾ قَرَأَ ابْن عَبَّاس " بِالَّذِي آمنتم بِهِ " وَهُوَ الْمَعْنى. فَقيل مَعْنَاهُ: بِمَا أمنتم بِهِ.
والمثل: ضد كَمَا فِي قَوْله: ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ وَمَعْنَاهُ: لَيْسَ كَهُوَ شَيْء.
قَالَ الشَّاعِر:
(يَا عاذلي دَعْنِي عَن عذلكا ... مثلي لَا يقبل من مثلكا)