{ والله سريع الحساب } يعم محاسبة العالم كلهم.
{ واذكروا الله في أيام } خطاب للحاج وهو مطلق والمراد التكبير عند رمي الجمرات في أيام معدودات لم تعين واختلفوا أهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر قاله ابن عباس أو يوم النحر ويومان بعده قاله علي أو يوم النحر وثلاثة أيام بعده.
{ فمن تعجل } أي استعجل النفر أو بالنفر لأن تعجل يكون متعديا أو غير متعد في.
{ يومين } ليس على ظاهره بل على حذف أي في أصل يومين ويتعين أن يكون ذلك بعد يوم النفر وهو ثاني يوم النحر لإجماع الناس على أنه لا ينفر أحد يوم القر أو يكون التقدير في تمام يومين وظاهر فمن تعجل العموم سواء كان مكيا أو آفاقيا وان التعجيل يكون بالنهار.
{ فلا إثم عليه } في التعجل أي لا حرج لما كان الأمر بالذكر في أيام وهي جمع ولم يستغرقها بالمقام وتعجل نفي عنه الحرج في الأخذ بالرخصة ثم نفى الحرج عمن تأخر في تركه الأخذ بالرخصة.
{ لمن اتقى } متعلق بنفي الاثم إذ من لم يكن متقيا لم يرتفع الاثم عنه وقد كملت أحكام الحج من ذكر وقته إلى آخر فعله وهو النفر وبدئت بالأمر بالتقوى وختمت به وتخلل الأمر بها في غضون الآي.
{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا } نزلت في الأخنس بن شريق واسمه أبي كان حلو اللسان والمنظر يظهر الإسلام وحب الرسول عليه السلام ويحلف على ذلك وهو عليه السلام يدنيه ولا يعلم ما أضمر وكان من ثقيف حليفا لبني زهرة ومناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى لما ذكر قبل نوعي السائلين أتى بذكر نوعين من هو حلو المنطق يظهر الود يخالف باطنه لظاهره والآخر يبتغي رضى الله وقدم الأول هنا لأنه هناك مقدم وأحال على إعجاب قوله دون غيره من أوصافه لأن القول هو الظاهر منه أولا وهو المذكور في قوله: " فمن الناس من يقول ". والخطاب للرسول إذا كان التعجب معيا أو لمن كان مؤمنا إذ كان غير معين والإعجاب استحسان منطقه بحلاوته وموافقته لمن يخاطبه. وفي الحياة متعلق بيعجبك أي يستحسن مقالته دائما في مدة حياته إذ لا يصدر منه من القول إلا ما هو معجب رائق لطيف ومع ذلك أفعاله منافيا لأقواله.
{ ويشهد الله على ما في قلبه } قرىء: مضارع أشهد ونصب الجلالة أي يحلف بالله أنه صادق وقاتل حقا ومحب في الرسول والإسلام، وقرىء: يشهد مضارع شهد ورفع الجلالة أي يطلع الله عما في قلبه من الخبث والمكر ولا يعلم به أحد لشدة تكتمه.
{ وهو ألد الخصام } اللدد شدة الخصومة يقال لددت تلددا ولدادة ورجل ألد وامرأة لداء والخصام مصدر أو جمع خصم فالجمع يكون فيه ألد خبرا عن هو بلا تقدير والمصدر يحتاج إلى تقدير أي وخصامه أشد أو هو أشد ذوي الخصومة قال الزمخشري: والخصام المخاصمة وإضافة الألد بمعنى في كقولهم: ثبت العذر " انتهى ".
يعني أن أفعل ليس من باب ما أضيف إلى ما هو بعضه بل هي إضافة على معنى في وهذا مخالف لما يزعمه النحاة من أن أفعل التفضيل لا يضاف إلا لما هو بعض له وفيه إثبات الإضافة بمعنى في وهو قول مرجوح في النحو والجملتان الفعلية والإسمية معطوفتان على صلة من فهما داخلان في الصلة.
অজানা পৃষ্ঠা