{ كل نفس ذائقة الموت} وعد ووعيد للمصدق والمكذب. {وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} أي: تعطون ثواب أعمالكم على الكمال يوم القيامة؛ فإن الدنيا ليست بدار جزاء. {فمن زحزح} بعد {عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} ظفر بالخير، وقيل: فقد حصل له الفوز المطلق، المتناول لكل ما يقارنه، ولا غاية للفوز وراء النجاة من سخط الرب، وعذاب النيران، ونيل رضى الله ونعيم الجنان. {وما الحياة الدنيا} (ولذاتها وشهواتها إلا متاع الغرور والخداع الذي لا حقيقة له وهو المتاع الرديء الذي يدلس به على طالبه حتى يشتريه، حتى يتبين له رداءته؛ والشيطان هو المدلس الغرور) (¬1) . {إلا متاع الغرور(185)} شبه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام (¬2) ، ويغر حتى يشتريه ثم ينكشف له فساده ورداءته، فيراه عين اليقين. والشيطان هو المدلس الغرور، وعن سعيد بن جبير: «إنما هذا لمن آثرها على الآخرة، فأما من طلب الآخرة بها فإنها متاع بلاغ»، وعن الحسن: «كخضرة النبات، ولعب البنات، لا حاصل لها». وقال قتاده: «هي متاع متروكة، ويوشك أن يضمحل بأهلها».
{
¬__________
(¬1) - ... العبارة التي بين قوسين مكتوبة في الحاشية بخط الناسخ، لكن لم يحل إليها في المتن، ووضعناها في المكان المناسب باجتهادنا مع مراعاة المعنى.
(¬2) - ... كذا في الأصل، ولعل الصواب: «المشتري».
পৃষ্ঠা ২০১