220

القصة. وهذا ما نستقربه على أساس دراسة طبيعة الأشياء ، أما إذا صحت الأحاديث المأثورة من جهة السند ، فإننا نتبناها في تفسير السؤال باعتبارها الحجة على التفسير بعيدا عن الآراء والظنون.

ولا بأس من الإشارة إلى بعض هذه الأحاديث ، فمنها ما جاء في تفسير العياشي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال : ما علم الملائكة بقولهم : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) لولا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء (1)

* * *

** كيف نفهم طبيعة الخلافة عن الله؟

لعل المراد منها إدارة ما يحتاج إلى الإدارة والرعاية والتدبير في بناء الحياة في الأرض على أساس النظام الذي جعله الله واختاره ، وبهذا يظهر الدور الكبير الذي أعده الله للإنسان ، بما أودعه فيه من قوة المعرفة التي يستطيع من خلالها استيعاب كل ما حوله من الظواهر والموجودات ، وما أعطاه من طاقة العقل الذي يدرك به الخير والشر ، والصلاح والفساد ، ويوازن به بين الأمور التي يواجهها ليستنتج منها أفكارا جديدة ، ويثير منها الحلول الصحيحة لمشاكل الحياة وقضاياها. ولعل هذا الدور هو الذي عبر الله عنه بالأمانة في قوله تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) [الأحزاب : 72].

وربما كان هذا التصوير الكنائي لمواجهة هذه المخلوقات الضخمة بالمسؤولية تدليلا على عظمة الدور الذي يمثله الإنسان عند ما يقوم به.

وقد نفهم من الإشارة إلى تعليم آدم الأسماء كلها في معرض تبرير

পৃষ্ঠা ২২৯