তাফসির মজমা বায়ান
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
জনগুলি
(1) - النفي ولهذا أجاز النحويون أنت زيدا غير ضارب لأنه بمنزلة قولك إنك أنت زيدا لا ضارب ولا يجوزون أنت زيدا مثل ضارب لأن زيدا من صلة ضارب ولا يتقدم عليه وقال علي بن عيسى الرماني من نصب على الاستثناء جعل لا صلة كما أنشد أبو عبيدة
(في بئر لا حور سرى وما شعر)
أي في بئر هلكة وتقديره غير المغضوب عليهم والضالين كما قال ما منعك ألا تسجد بمعنى أن تسجد.
المعنى واللغة
معنى الآية بيان الصراط المستقيم أي صراط من أنعمت عليهم بطاعتك وهم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله «من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين» وأصل النعمة المبالغة والزيادة يقال دققت الدواء فأنعمت دقة أي بالغت في دقة وهذه النعمة وإن لم تكن مذكورة في اللفظ فالكلام يدل عليهالأنه لما قال اهدنا الصراط المستقيم وقد بينا المراد بذلك بين أن هذا صراط من أنعم عليهم به ولم يحتج إلى إعادة اللفظ كما قال النابغة :
كأنك من جمال بني أقيش # يقعقع خلف رجليه بشن
أي كأنك من جمالهم جمل يقعقع خلف رجليه وأراد بالمغضوب عليهم اليهود عند جميع المفسرين الخاص والعام ويدل عليه قوله تعالى «من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير» وهؤلاء هم اليهود بدلالة قوله تعالى «ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين» وأراد بالضالين النصارى بدلالة قوله تعالى:
«ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل» وقال الحسن البصري أن الله تعالى لم يبرأ اليهود من الضلالة بإضافة الضلالة إلى النصارى ولم يبرأ النصارى من الغضب بإضافة الغضب إلى اليهود بل كل واحدة من الطائفتين مغضوب عليهم وهم ضالون إلا أن الله تعالى يخص كل فريق بسمة يعرف بها ويميز بينه وبين غيره بها وإن كانوا مشتركين في صفات كثيرة وقيل المراد بالمغضوب عليهم والضالين جميع الكفار وإنما ذكروا بالصفتين لاختلاف الفائدتين واختار الإمام عبد القاهر الجرجاني قولا آخر قالإن حق اللفظ فيه أن يكون خرج مخرج الجنس كما تقول نعوذ بالله أن يكون حالنا حال المغضوب عليهم فإنك لا تقصد به قوما بأعيانهم ولكنك تريد ما تريده بقولك إذا قلت اللهم اجعلني ممن أنعمت عليهم ولا تجعلني ممن غضبت عليهم فلا تريد أن هاهنا
পৃষ্ঠা ১০৮