152

তাফসির মজমা বায়ান

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

জনগুলি

তাফসির

(1) -

المعنى

«و» اذكروا «إذ قال موسى لقومه» الذين عبدوا العجل عند رجوعه إليهم «يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم» أي أضررتم بأنفسكم ووضعتم العبادة غير موضعها «باتخاذكم العجل» معبودا وظلمهم إياها فعلهم بها ما لم يكن لهم أن يفعلوه مما يستحق به العقاب وكذلك كل من فعل فعلا يستحق به العقاب فهو ظالم لنفسه «فتوبوا إلى بارئكم» أي ارجعوا إلى خالقكم ومنشئكم بالطاعة والتوحيد وجعل توبتهم الندم مع العزم وقتل النفس جميعا وهنا إضمار باختصار كأنه لما قال لهم «فتوبوا إلى بارئكم» قالوا كيف قال «فاقتلوا أنفسكم» أي ليقتل بعضكم بعضا بقتل البريء المجرم عن ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وغيرهم وهذا كقوله سبحانه «فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم» أي ليسلم بعضكم على بعض وقيل معناه استسلموا للقتل فجعل استسلامهم للقتل قتلا منهم لأنفسهم على وجه التوسع عن ابن إسحاق واختاره الجبائي واختلفوا في المأمور بالقتل فروي أن موسى أمرهم أن يقوموا صفين فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم وجاء هارون باثني عشر ألفا ممن لم يعبدوا العجل ومعهم الشفار المرهفة وكانوا يقتلونهم فلما قتلوا سبعين ألفا تاب الله على الباقين وجعل قتل الماضين شهادة لهم وقيل أن السبعين الذين كانوا مع موسى في الطور هم الذين قتلوا ممن عبد العجل سبعين ألفا وقيل أنهم قاموا صفين فجعل يطعن بعضهم بعضا حتى قتلوا سبعين ألفا وقيل غشيتهم ظلمة شديدة فجعل بعضهم يقتل بعضا ثم انجلت الظلمة فأجلوا عن سبعين ألف قتيلوروي أن موسى وهارون وقفا يدعوان الله ويتضرعان إليه وهم يقتل بعضهم بعضا حتى نزل الوحي برفع القتل وقبلت توبة من بقي وذكر ابن جريج أن السبب في أمرهم بقتل أنفسهم أن الله تعالى علم أن ناسا منهم ممن لم يعبد العجل لم ينكروا عليهم ذلك مخافة القتل مع علمهم بأن العجل باطل فذلك ابتلاهم الله بأن يقتل بعضهم بعضا وإنما امتحنهم الله تعالى بهذه المحنة العظيمة لكفرهم بعد الدلالات والآيات العظام وقال الرماني لا بد أن يكون في الأمر بالقتل لطف لهم ولغيرهم كما يكون في استسلام القاتل لطف له ولغيره فإن قيل كيف يكون في قتلهم نفوسهم لطف لهم ولا تكليف عليهم بعد القتل واللطف لا يكون لطفا فيما مضى ولا فيما يقارنه فالجواب أن القوم إذا كلفوا أن يقتل بعضهم بعضا فكل واحد منهم يقصد قتل غيره ويجوز أن يبقى بعده فيكون القتل لطفا له فيما بعد ولو كان بمقدار زمان يفعل فيه واجبا أو يمتنع عن قبيح وهذا كما تقول في عباداتنا بقتال المشركين وأن الله تعبدنا بأن نقاتل حتى

পৃষ্ঠা ২৩৮