إن أدلة المولود وقوة الاختيار إذا اتفقت في صلاح الحال زادت في منفعة المولد وإن اختلفت تغالبت وظهرت صورة أقواها فيه لأن المولد شبيه ببنية الجسد والاختيار كالشيء النافع لها الطارئ عليها من الأغذية والأدوية فكما أن هذا الطارئ إذا ألقى البنية الصحيحة حفظ عليها صحتها وإن ألقاها غير صحيحة وغلبها رد عليها اعتدالها وإن غلبته لم يظهر أثره فيها وإن كان قد كسر من مرضها فكذلك يقع في المولد والاختيار لأنه إن كانت أدلة المولود في وقت الاختيار محمودة (¬14) زاد في سعادتها وإن كانت منحوسة وغلبها انتفع بالاختيار وإن غلبته لم يظهر أثره وإن كان يكسر كثيرا من المناحس.
والقوام هو المادة التي تلحقها في الاختيار الصلاح والفساد مثل بنية الجسد وأحد الجيشين والخصمين.
وقد أرانا بطلميوس في هذا الفصل (¬15) ما ذهب على كثير من المنجمين لأنه نبهنا على تأمل ما بين الجيشين وهما القوامان ويعرف فضل أحدهما على الآخر في [ العدة و ] العدة (¬16) والنجدة إذا آثرنا أن نختار لأحدهما وما عليه قوة دليل الجيش الآخر إما من تأمل السابع والمستولي عليه وإما من جهة ابتداء مسيره فإن كانت قوة الاختيار أزيد من قوة دليل الجيش الآخر وكانت نسبة قوام من له الاختيار إلى قوام الآخر كنسبة قوة الاختيار إلى القوة الأخرى لم يشك في غلبة صاحب الاختيار الآخر فلا يزال يحكم بغلبة المختار له حتى تكون نسبة قوة الاختيار إلى القوة الأخرى كنسبة قوام القوة الأخرى إلى قوام قوة الاختيار فإنه إذا كان ذلك تكافآ الجيشان وتقاوما.
পৃষ্ঠা ১১