وقيل: معنى { خاوية } أي خالية لا أنيس فيها، يقال: خوت الدار إذا خلت، وخوي البطن إذا جاع. وسمي السقف عرشا لارتفاعه عن أرضه، ويسمى السرير عرشا لارتفاعه عن الأرض.
قوله تعالى: { وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما } ، { ننشزها } من قرأ بالراء المهملة فمعناه يحيها من النشر؛ يقال: أنشره الله إذا أحياه، ومنه قوله تعالى:
ثم إذا شآء أنشره
[عبس: 22]. ومن قرأ (ننشزها) بالزاء المعجمة فمعناه يرفعها ويعلي بعضها على بعض من النشز وهو المكان المرتفع، ومنه نشوز المرأة على زوجها: ترفعها عن طاعته.
قوله تعالى: { فلما تبين له قال أعلم أن الله }؛ من قرأ (أعلم) بقطع الألف؛ أي قال عزير: علمت مشاهدة ما كنت أعلمه غيبا. ومن قرأ (أعلم) بالوصل فمعناه قال لنفسه: { أعلم أن الله } { على كل شيء قدير }.
[2.260]
قوله عز وجل: { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }؛ تقدير الآية: ألم تر إذ قال إبراهيم؛ ويقال: واذكر إذ قال إبراهيم. قال ابن عباس: ((سبب هذه القصة: أن إبراهيم عليه السلام مر بجيفة على ساحل البحر، تنقض عليها طيور السماء فتأخذ منها بأفواهها فتأكله، ويسقط من أفواهها في البحر فيأكل منه الحيتان، وتجيء السباع فتأخذ منه عضوا. فوقف متعجبا!! وقال: { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن } أي أولم تصدق بأني أحيي الموتى؟ { قال بلى } عرفت، ولكن أحببت أن أعلم كيف تحيي هذه النفس التي أرى بعضها في بطون السباع؛ وبعضها في بطون الحيتان؛ وبعضها في حواصل الطير. فذلك قوله تعالى: { ولكن ليطمئن قلبي } ). وقيل: معنى { ولكن ليطمئن قلبي } أي ليسكن قلبي أنك أعطيتني ما سألتك. وقيل: إنك اتخذتني خليلا.
{ قال }؛ الله تعالى: { فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا }؛ وذلك أن إبراهيم عليه السلام لما مر بالجيفة وقد توزعتها الطيور والسباع والحيتان، تعجب وقال: يا رب قد علمت بأنك تجمعها من بطون السباع وحواصل الطير وبطون الحيتان، فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك فأزداد يقينا؟ قال الله تعالى له: { أولم تؤمن قال بلى } يا رب آمنت وليس الخبر كالمعاينة والمشاهدة.
وقال ابن زيد: (مر إبراهيم عليه السلام بحوت ميت نصفه في البحر ونصفه في البر، فما كان في البحر فدواب البحر تأكله، وما كان في البر فدواب البر تأكله، فقال إبليس لعنة الله عليه: يا إبراهيم، متى يجمع الله هذا من بطون هؤلاء؟! فقال: { رب أرني كيف تحيي الموتى * قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } بذهاب وسوسة الشيطان ويصير الشيطان خاسئا صاغرا).
وروي أن نمرود قال لإبراهيم: أنت تزعم أن ربك يحيي الموتى وتدعوني إلى عبادته، فقل له يحيي الموتى إن كان قادرا، وإلا أقتلك. فقال إبراهيم: { رب أرني كيف تحي الموتى * قال أولم تؤمن } بأني أحييهم، ف { قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } بقوة حجتي ونجاتي من القتل، فإن عدو الله توعدني بالقتل إن لم تحيي له ميتا.
অজানা পৃষ্ঠা