143

তাফসির কবির

التفسير الكبير

জনগুলি

فمن أسكن الطاء بقاه على الأصل؛ وطلب الخفة؛ لأنه جمع خطوة بإسكان الطاء، ومن ضم الطاء فإنه اتبع ضمة الخاء ضمة الطاء مثل ظلمة وظلمات وقربة وقربات. ومن همز الواو مع الضم ذهب بها مذهب الخطيئة، ومن فتح الخاء والطاء فإنه أراد جمع خطوة مثل ثمرات.

واختلف المفسرون في قوله: { خطوات الشيطان } فعن ابن عباس: (أن خطوات الشيطان عمله). وقال مجاهد وقتادة والضحاك: (خطاياه). وقال الكلبي والسدي: (طاعته). وقال عطاء: (زلاته وشهواته). وقال المؤرج: (آثاره). وقال القتبي والزجاج: (طرقه).

قوله تعالى: { إنه لكم عدو مبين }؛ أي بين العداوة، وقيل: مظهرها قد بان عداوته بإبائه السجود لأبيكم آدم وغروره إياه حين أخرجه من الجنة. ثم بين الله عداوته فقال: { إنما يأمركم بالسوء والفحشآء }؛ أي بالإثم والمعاصي، وقيل: السوء: ما يجب به التعزيز؛ والفحشاء: ما يجب به الحد. وقيل: كل ما كان في القرآن من الفحشاء فهو زنا، إلا قوله تعالى:

ويأمركم بالفحشآء

[البقرة: 268] فإنه منع الزكاة. وقيل: الفحشاء: ما قبح من القول والفعل. وقال طاووس: (الفحشاء: ما لا يعرف في شريعة ولا سنة). وقال عطاء: (هي البخل). وقال السدي: (هي الزنا).

قوله تعالى: { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون }؛ من تحريم الحرث والأنعام وغير ذلك؛ ومن وصفكم الله تعالى بالأنداد والأولاد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فإن قيل: كيف يصح أن يأمر الشيطان وهو لا يشاهد ولا يسمع صوته؟ قيل: معنى يأمركم يدعوكم ويرغبكم كما يقول الإنسان: نفسي تأمرني بكذا؛ أي تدعوني إليه.

[2.170]

قوله تعالى: { وإذا قيل لهم اتبعوا مآ أنزل الله }؛ أي إذا قيل لهؤلاء الكفار: اتبعوا في التحليل والتحريم ما أنزل الله؛ { قالوا بل نتبع مآ ألفينا عليه آبآءنآ }؛ أي ما وجدنا عليه آباءنا من عبادة الأوثان وتحريم البحيرة والسائبة ونحو ذلك. يقول الله تعالى: { أولو كان آباؤهم لا يعقلون }؛ أي أيتبعون آباءهم وإن كانوا جهالا لا يعقلون؛ { شيئا }؛ من الدين، { ولا يهتدون }؛ للسنة.

وقيل: إن هذه الآية قصة مستأنفة؛ وإنها نزلت في اليهود؛ فعلى هذا تكون الهاء والميم في قوله: { لهم } كناية عن غير مذكور. وعن ابن عباس قال: [دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى إلى الإسلام ورغبهم فيه وحذرهم عذاب الله، فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف: بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فهم كانوا خيرا منا وأعلم؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية].

[2.171]

অজানা পৃষ্ঠা