قوله تعالى: { فزادهم الله مرضا }؛ أي شكا ونفاقا وعذابا وهلاكا. والفاء في { فزادهم الله } بمعنى المجازاة. وقيل: على وجه الدعاء، { ولهم عذاب أليم }؛ أي موجع يخلص وجعه إلى قلوبهم؛ وهو بمعنى مؤلم. قوله تعالى: { بما كانوا يكذبون }؛ قال بعضهم: الباء في { بما } صلة؛ أي لهم عذاب أليم بكذبهم وتكذيبهم الله ورسوله في السر؛ فيكون (ما) مصدرية؛ والأولى إعمال الحروف. و(ما) وجد لها مساغ؛ أي بالشيء الذي يكذبون.
وفي قوله: { يكذبون } خلاف بين القراء، فقرأ أهل الكوفة بفتح الياء وتخفيف الذال؛ أي بكذبهم إذ قالوا: آمنا، وهم غير مؤمنين.
[2.11]
قوله عز وجل: { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض }؛ قرأ الكسائي؛ ويعقوب؛ وهشام: { قيل } و { حيل } [سبأ: 54]، و { سيق } [الزمر: 71]، و { جيئ } ، و { سيء } [هود: 77] بإشمام الضمة. ومعنى الآية: وإذا قيل للمنافقين وقيل لليهود؛ أي إذا قال لهم المؤمنون: لا تفسدوا في الأرض بالكفر والمعصية والمداهنة وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، { قالوا إنما نحن مصلحون }؛ أي عاملون بالطاعة ومصلحون بالمداهنة؛ لأنهم كانوا يقولون: لا نعادي المؤمنين ولا الكفار؛ نداري هؤلاء وهؤلاء؛ حتى إذا غلب أحد الفريقين لا يأتينا من دائرتهم شيء.
[2.12]
يقول الله تعالى: { ألا إنهم هم المفسدون } ، { ألا } كلمة تنبيه، والمعنى: ألا إنهم هم المفسدون بالمداهنة والعاملون بالمعصية، وقوله تعالى: { هم } عماد وتأكيد. قوله تعالى: { ولكن لا يشعرون }؛ أي لا يعلمون ما أعد الله لهم من العذاب. وقيل: لا يعلمون أنهم كذلك.
[2.13]
قوله تعالى: { وإذا قيل لهم آمنوا كمآ آمن الناس }؛ أي إذا قيل للمنافقين: صدقوا كما صدق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، { قالوا أنؤمن كمآ آمن السفهآء }؛ أي أنصدق كما صدق الجهال، يقول الله تعالى: { ألا إنهم هم السفهآء }؛ أي هم الجهال بتركهم التصديق في السر؛ { ولكن لا يعلمون }؛ أنهم جهال. وقيل: قالوا: أنصدق { كمآ } صدق الجهال بقول الله تعالى، { ألا إنهم }. وقيل: معناه: آمنوا كما آمن عبدالله ابن سلام وغيره من مؤمني أهل الكتاب.
والسفهاء: جمع سفيه، وهو البهات الكذاب المتعمد بخلاف ما يعلم. وقال قطرب: (السفيه: العجول الظلوم القائل خلاف الحق).
[2.14]
অজানা পৃষ্ঠা