كاللازم، لا يكاد يقال: الأناس، ويشهد لأصله إنسان وإنس، وسموا بذلك لظهورهم وأنهم يؤنسون أي: يبصرون كما سمي الجن جنا لاجتنانهم، و " من " في * (من يقول) * موصوفة، كأنه يقول: * (ومن الناس) * ناس يقولون كذا، كقوله:
* (من المؤمنين رجال) * (1)، هذا إن جعلت اللام للجنس، وإن جعلتها للعهد فموصولة، كقوله: * (ومنهم الذين يؤذون النبي) * (2). وفي تكرير الباء أنهم ادعوا كل واحد من الإيمانين على صفة الصحة، وفي قوله: * (وما هم بمؤمنين) * من التوكيد والمبالغة ما ليس في قولك: وما آمنوا، لأن فيه إخراج ذواتهم وأنفسهم من أن يكون (3) طائفة من طوائف المؤمنين، فقد انطوى تحته نفي ما ادعوه لأنفسهم من الإيمان على القطع.
* (يخدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) * (9) المعنى: أن هؤلاء المنافقين صنعوا صنع الخادعين حيث تظاهروا بالإيمان وهم كافرون، وصنع الله معهم صنع الخادع حيث أمر بإجراء أحكام المسلمين عليهم وهم عنده أهل الدرك الأسفل من النار، وكذلك صورة صنع المؤمنين معهم حيث امتثلوا أمر الله فيهم، فإن حقيقة الخدع أن يوهم الرجل صاحبه خلاف ما يريد به من المكروه. ويجوز أن يريد: * (يخدعون) * رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، كما يقال: قال الملك كذا، وإنما القائل وزيره أو (4) خاصته الذين قولهم قوله * (وما يخدعون إلا أنفسهم) * لأن ضررها يلحقهم ولا
পৃষ্ঠা ৭১