الموعود. والثالث: أن يكون التقدير: " هذه ألم " فتكون جملة، و * (ذلك الكتاب) * جملة أخرى. وإن جعلت * (ألم) * بمنزلة الصوت كان * (ذلك) * مبتدأ و * (الكتاب) * خبره، أي: ذلك الكتاب المنزل هو الكتاب الكامل، أو الكتاب صفة والخبر ما بعده، أو قدر مبتدأ محذوف، أي: هو - يعني المؤلف من هذه الحروف - ذلك الكتاب.
والريب: مصدر رابه يريبه إذا حصل فيه الريبة، وحقيقة الريبة: قلق النفس واضطرابها، وفي الحديث: " دع ما يريبك إلى مالا يريبك " (1) والمعنى أنه من وضوح دلالته بحيث لا ينبغي أن يرتاب فيه، إذ لا مجال للريبة فيه. والمشهور الوقف على * (فيه) *، وبعض القراء يقف على * (لا ريب) *، ولابد لمن يقف عليه أن ينوي خبرا، ونظيره قوله: لا ضير، والتقدير: " لا ريب فيه، فيه هدى "، والهدى:
مصدر على فعل كالسرى، وهو الدلالة الموصلة إلى البغية، وقد وضع المصدر الذي هو * (هدى) * موضع الوصف الذي هو " هاد "، والمتقي في الشريعة هو الذي يقي نفسه تعاطي ما يستحق به العقاب من فعل أو ترك، وسماهم عند مشارفتهم لاكتساء لباس التقوى متقين، كقول النبي (صلى الله عليه وآله): " من قتل قتيلا فله سلبه " (2) وقوله تعالى: * (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) * (3) أي: صائرا إلى الفجور والكفر، فكأنه قال: هدى للصائرين إلى التقى، ولم يقل: " هدى للضالين " لأن الضالين فريقان:
فريق علم بقاؤهم على الضلالة وفريق علم مصيرهم إلى الهدى، فلا يكون هدى
পৃষ্ঠা ৬৩