তাফসির বায়ান সাআদা
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
জনগুলি
[ق:37] فان المراد بمن كان له قلب من كان متحققا ومشاهدا لشيء يسير من حقائق علمه وعمله وخارجا من التقليد الصرف داخلا فى تحقيق ما، ويطلق على اللطيفة السيارة الانسانية وعلى المرتبة الروحانية من الانسان من دون اعتبار مرتبة خاصة، ويسمى القلب قلبا لتقلبه بين عالمى الملائكة والشياطين وتقلبه فى العلوم والاحوال وفى الشؤن والاطوار، والمراد بالقلوب هاهنا هى النفوس الانسانية، وجمع القلوب اما باعتبار جمعية المضاف اليه او باعتبار كل واحد من المضاف اليه اى ختم الله على قلب كل منهم او على قلوب كل منهم نظير كل قلب متكبر جبار على قراءة اضافة القلب الى متكبر جبار فان النفس الانسانية ذات شؤن كثيرة كدار ذات بيوت كثيرة فى طبقة واحدة، وذات مراتب كثيرة بعضها فوق بعض كدار ذات بيوت بعضها فوق بعض وكل شأن او مرتبة منها يسمى قلبا، والقلب لما كان واقعا بين مصرى الاشقياء والسعداء ومحلا للجنود العقلية والجهلية، وله بابان الى مصر السعداء والاشقياء قال تعالى: ختم الله على ابواب قلوبهم الى مصر السعداء حتى لا يتمكن أحد من الدخول والخروج من تلك الابواب وختم تلك الابواب ملازم لفتح ابواب العالم السفلى، واطلاق الختم للاشارة الى أن باب القلب هو الباب الذى الى العالم العلوى وأما بابه الى العالم السفلى فليس بابا للقلب حقيقة، ونسبة الختم اليه تعالى كنسبة الاضلال لا يستلزم جبرا لان الختم من شعب الرحمة الرحمانية التى تختلف باعتبار القابل فان الرحمة الرحمانية كشعاع الشمس الذى يبيض ثوب القصار ويسود وجهه ويطيب ريح الورد وينتن ريح الغايط حسب استعداد القابل واقتضائه وسيأتى تمام الكلام فيه ان شاء الله فى موضع آخر.
{ وعلى سمعهم } السمع مصدر سمع الكلام كالسماع ويطلق على العضو الذى قوة السماع موضوعة فيه، ويطلق على القوة المودعة فى الروح المصبوبة فى العصبة المفروشة فى الصماخ التى بها يحصل السماع، والمدرك بالسمع هو الصوت الحاصل من تموج الهواء والحاصل من امساس عنيف سواء كان بالقرع او الامرار؛ او تفريق عنيف كقلع الشجرة وخرق الثوب، والقوة التى بها يدرك النفس المسموعات شأن من شؤن النفس ولها كالقلب سوى قوتها الى الخارج قوتان؛ قوة الى العالم العلوى والى الارواح الطيبة بها تسمع من الملائكة، وما تسمع من الخارج بها تؤدى جهته الحقة الى مرتبتها الحقة العقلانية، وقوة الى العالم السفلى والى الارواح الخبيثة بها تسمع من الشيطان وتصغى اليه، وما تسمع من خارج بها تؤدى الى جهته الباطلة الى مرتبتها الباطلة السفلية، ولما كان قوتها الى الارواح الطيبة ذاتية لها وقوتها الى الارواح الخبيثة غير ذاتية فختمها على الاطلاق منصرف الى ختم قوتها العلوية فلا ينفث فيها الملك ويوسوس فيها الشيطان وما تسمع من خارج يصرفه الشيطان الى ما يوافقه ويحرف الكلمة عن معناها ويجعل فيها معنى؛ آخر، وافراد السمع مع كون القلوب والابصار جمعين لملاحظة كونه مصدرا فى الاصل واستواء التأنيث والتذكير والافراد والتثنية والجمع فيه بخلاف الاذن ولذا اتى بالجمع فى قوله تعالى
وفي آذانهم وقرا
[الأنعام: 25]
فضربنا على آذانهم
[الكهف: 11]؛ وتقديمه على الابصار لانه أعلى تجردا من البصر كما حقق فى موضعه ولذا لا يغلبه النوم فى بعض ما يغلب البصر { وعلى أبصارهم } عطف على: { على قلوبهم }؛ او متعلق بمحذوف اى جعل على أبصارهم على قراءة نصب ما بعده وخبر مقدم على قراءة رفعه او مبتدأ مكتف بمرفوعه عن الخبر، والابصار جمع البصر وهو ادراك العين او العضو المخصوص او القوة المودعة فى الروح المصبوبة فى العصبتين المجوفتين الممتدتين الى العينين وهذه ايضا كقوة السماع شأن من شؤن النفس ولها سوى قوتها الى الخارج قوتان، وختمها على الاطلاق ختم قوتها العلوية وكذا حجابها { غشاوة } قرء بالنصب وبالرفع وبتثليث الفاء وتنكير الغشاوة للتفخيم. { ولهم عذاب عظيم } عطف على قوله تعالى " على أبصارهم " غشاوة او على قوله " ختم الله "
[2.8]
{ ومن الناس } لما انساق ذكر الكتاب الذى هو اصل كل الخيرات وعنوان كل غائب وغائب كل عنوان ومصدر الكل وكل المصادر والصوادر اعنى كتاب على (ع) الى ذكر المؤمنين وذكر قسيمهم اعنى المسجل عليهم بالكفر اراد ان يذكر المذبذب بينهما أعنى المنافق المظهر للايمان باللسان المضمر للكفر فى القلب تتميما للقسمة وتنبيها للامة على حال هذه الفرقة تحذيرا لهم عن مثل أحوالهم بل نقول كان المقصود من سوق تبجيل الكتاب الى ذكر المؤمنين واستطرادهم بالكافرين ذكر هؤلاء المنافقين الذين نافقوا بولاية على (ع) خصوصا على ما هو المقصود الاتم من الكتاب والايمان والكفر والنفاق اعنى كتاب الولاية والايمان والكفر والنفاق به فانه اقبح اقسام الكفر فى نفسه واضرها على المؤمنين واشدها منعا للطالبين ولذا بسط فى ذمهم وبالغ فى ذكر قبائحهم وذكر مثل حالهم فى آخر ذمهم قرينة دالة على ان المراد المنافقون بالولاية لان المنافقين بالرسالة ليست حالهم شبيهة بحال المستوقد المضيئ فان المنافق بالرسالة لا يستضيئ بشيئ من الاعمال لعدم اعتقاده بالرسالة وعدم القبول من الرسول بخلاف المنافق بالولاية فانه بقبوله للرسالة يستضيئ بنور الرسالة والاعمال المأخوذة من الرسول (ص) لكن لما لم يكن اعماله المأخوذة وقبوله الرسالة متصلة بنور الولاية كان نوره منقطعا، وما يستفاد من تفسير الامام ان الآية كانت اشارة الى ما سيقع من النفاق بعلى (ع) يوم الغدير ومبايعة الامة والمنافقين معه وتواطؤهم على خلافه بعد البيعة وبعد التأكيد بالعهود والمواثيق عليهم يدل على ان المراد النفاق بالولاية. والناس اسم جمع من النسيان مقلوب العين لاما، او محذوف اللام لغلبة النسيان عليه حيث لم يتذكر ما الفه فى العوالم السابقة، او من النسيئ بمعنى التأخير مقلوبا؛ او محذوف اللام، او من الانس بمعنى الالفة ضد التوحش محذوف الفاء او مقلوبه، او هو مأخوذ من الايناس بمعنى الابصار مع الاطمئنان بالمبصر كما قال:
إني آنست نارا
[طه: 10] اى رأيت نارا واطمأننت بها؛ والاظهر أن الناس مأخوذ من النسيان او النسيئ لاستعماله فى الاغلب فى مقام مناسب لهما وان الانسان من الانس لذلك، وقيل ان اللام فى الناس عوض عن المحذوف وهو بعيد والجار والمجرور مبتدأ اما لقيامه مقام الموصوف المحذوف المقدر او لنيابته عنه لقوة معنى البعضية فيه حتى قيل: انه بنفسه مبتدأ من دون قيام مقام الغير وتقدير ونيابة والمعنى بعض الناس. او خبر مقدم، { من يقول } بألسنتهم من دون موافقة قلوبهم { آمنا بالله } او بعلى (ع) الذى هو مظهر الآلهة على ما ورد من التفسير بالايمان بالولاية { وباليوم الآخر } يعنى بالمبدء والمعاد كأنهم اشاروا بتكرار الجار الى ان ايمانهم بكل مأخوذ عن برهان لا ان الايمان باليوم الآخر مأخوذ من الايمان بالله من دون تحقيق وبرهان عليه.
অজানা পৃষ্ঠা