তাফসির বায়ান সাআদা

সুলতান কালি শাহ গানাবাধি d. 1350 AH
127

তাফসির বায়ান সাআদা

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

জনগুলি

[المائدة:5] بتعليق يأس الكفار واكمال الدين واتمام النعمة والرضا بالاسلام دينا واحلال الطيبات والمحصنات من النساء على يوم البيعة مع على (ع) فى غدير خم يدل على ان لا حلية لشيء بدون الولاية ، وقد مر مرارا انه كلما ذكر عهد وعقد وميثاق ويمين فالنظر اولا الى عقد البيعة وخصوصا البيعة الخاصة الولاية، وكلما ذكر نقض عقد وعهد وميثاق فالمقصود عقد البيعة ولا سيما الولاية؛ والحاصل ان الانسان بمنزلة المادة للولاية، والولاية صورته وفعليته فما لم ينعقد بالولاية لم يكن له فعلية الانسانية، واذا انعقد بالولاية حصل له الانسانية وتم له الفعلية فكأنه قبل الولاية لم ينفخ فيه روح الحياة وكان ميتا (افمن كان ميتا فأحييناه) يعنى بالولاية اشارة الى ما ذكر، وقوله (ع): الناس موتى واهل العلم أحياء؛ اشارة اليه فان اهلية العلم منحصرة بهم وبشيعتهم كما قالوا: شيعتنا العلماء بطريق الحصر فكل نعمة وخير وصلاح نعمة وخير وصلاح بالولاية، والا كان نقمة وشرا وفسادا كائنا ما كان، وبالولاية احياء النسل والحرث واصلاح الارض وعمارتها، وبردها اهلاك النسل والحرث وافساد الارض وخرابها، وهى ذروة الامر وسنامه ومفتاح الاشياء وباب الابواب ورضى الرحمن وجنة الرضوان واصل الخيرات واساس الحسنات، وهى الحكمة التى من اوتيها فقد اوتى خيرا كثيرا، وهى رحمة الله وبها يكون فضل الله وقوام النبوة والرسالة، ومن عرف من امة محمد (ص) واجب حق ولايته وجد طعم حلاوة ايمانه وعلم فضل طلاوة اسلامه، بها دين العباد وبنورها استهلال البلاد، وببركتها نمو التلاد، وهى حياة الانام، ومصباح الظلام، ومفتاح الكلام، ودعامة الاسلام، وبالجملة الانسان غاية خلق العالم والولاية غاية خلق الانسان { والله سميع } جملة حالية للترغيب فى الايمان بالله كأنه قال: فقد استمسك بالعروة الوثقى مع ان الله الذى آمن به سميع لاقواله { عليم } بافعاله فيجزيه بها.

[2.257]

{ الله ولي الذين آمنوا } جملة حالية مكتفية عن الرابط بتكرار ذى الحال او مستأنفة جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ما شأن الله مع من آمن به وما يفعل بهم؟ - فقال تعالى: هو وليهم وقدم الله هاهنا بخلاف القرين الاتى حيث اخر الطاغوت لشرافته والالتذاذ والتبجح بذكره والدلالة على انه ليس فى قلبه (ص) سواه { يخرجهم } خبر بعد خبر، او حال عن المستتر فى الخبر، او عن الموصول او عنهما، او مستأنف جواب لسؤال عن حاله معهم، او عن علة اثبات ولايته، وأتى بالخبر الاول وصفا لعدم التجدد والحدوث فى الولاية بعد ثبوته بالبيعة الولاية بخلاف اخراجه تعالى للمؤمنين من الظلمات فانه امر يتطرق التجدد والحدوث فيه آنا فانا { من الظلمات إلى النور }.

اعلم ان اللطيفة السيارة الانسانية المعبر عنها بالانسان ليست فى بدو حصول مادتها واستقرارها فى الرحم الا قوة محضة وعدما شأنيا ثم تتدرج فى الخروج من القوة والعدم الى الفعلية والوجود الى زمان بلوغها مبلغ الرجال فيصير الانسان انسانا بالفعل واقعا بين دار النور ودار الظلمة مختلطا فيه نور الانسانية بظلمة الحيوانية والطبع والمادة والشيطنة، وظلمة الحيوانية تنشعب الى شعب كثيرة فان ادركته العناية الالهية وبلغ الى من دعاه الى الاسلام وأسلم بالتسليم والانقياد للنبى (ص) ونوابه وبايع البيعة الاسلامية وحصل له الحالة الحاصلة بالبيعة ازداد نوريته واشتدت بواسطة نور الاسلام واخرجه الله قليلا من الظلمات المذكورة الى النور، فان ادركته العناية مرة أخرى ودخل فى الايمان بقبول الولاية والبيعة الخاصة الولاية وحصل له الحالة الحاصلة بالبيعة الخاصة أخرجه الله من قواه واعدامه متدرجا الى نور الايمان، ثم يتفضل الله عليه بدوام الاخراج التجددى ويتدرج هو فى الخروج الى ان يخرج من تمام القوى والاعدام والحدود الى تمام الفعلية والنور، ولما كان النور حقيقة واحدة ليس اختلافها الا بالشدة والضعف الذى يؤكد الوحدة وسعتها او باختلاف الحدود والمنهيات ولا يؤثر اختلاف الحدود فى ذاته وكانت الظلمات اى القوى والحدود والاعدام الشأنية متكثرة مختلفة بذواتها ومورثة للكثرة فى النورانى بالنور مفردا وبالظلمات جمعا { والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت } قد مضى بيان الطاغوت قبيل هذا، وتأخير الطاغوت عن الاولياء مع انه مبتدء بقرينة حمل الولى على الله فى قرينه لعدم الاعتداد به، وجمع الاولياء مع افراد الطاغوت اما لارادة الجنس من الطاغوت والاشعار بتعدد الطواغيت كالظلمات، او للاشارة الى تعدد جهات ولاية كل طاغوت كأنه مع وحدته اولياء للكافر { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } فسر فى اخبارنا النور فى الفقرتين بنور الاسلام والظلمات بظلمات الكفر وبآل محمد (ص) وأعدائهم وبنور التوبة وظلمات الذنوب { أولئك } الكافرون او الطواغيت او المجموع { أصحاب النار هم فيها خالدون } الاتيان باسم الاشارة واسمية الجملة وتأكيد الخلود المستفاد من صحابة النار بالتصريح به للتغليظ والتطويل والتأكيد المطلوب فى مقام الذم.

[2.258]

{ ألم تر } الم ينته رؤيتك { إلى الذي حآج إبراهيم في ربه } التعدية بالى للتضمين المذكور المشعر ببعد المفعول عن الرؤية والادراك والجملة جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ما الشاهد على الاخراجين؟ - فقال تعالى اخراج نمرود حين المحاجة فى الله من نور التسليم لربوبية الله الى ظلمات انكار الرب والمغالطة فى المحاجة والتحير حين المغلوبية واخراج النبى الذى مر على القرية من ظلمة الشك والحيرة وحجاب العلم الى نور الشهود والعيان لكنه أخرجه فى صورة الاستفهام التعجيبى تفضلا فى الجواب بالمبالغة فى استغراب القضيتين، ونمرود حاج ابراهيم (ع) قبل القائه فى النار كما قيل او بعد القائه وخروجه سالما من النار كما نسب الى الصادق (ع) { أن آتاه } اى ابراهيم { الله الملك } ملك النبوة والطاعة او نمرود الملك الصورى وهو بتقدير لام التعليل { إذ قال إبراهيم } بدل من الذى حاج نحو بدل الاشتمال، او ظرف لحاج والمقصود اذ قال ابراهيم بعد ما قال نمرود له من ربك يا ابراهيم؟ - { ربي الذي يحيي ويميت } اتى بوصف الاحياء الذى يعجز عنه غير الله وذكر الاماتة ليس للتعجيز بل لمناسبة التضاد او هى ايضا للتعجيز فان الاماتة ازهاق الروح من دون فعل من المميت بالنسبة الى بدن الميت او روحه، وهذا خاص بالله فان كان الازهاق بسبب فعل فاعل كان قتلا لا اماتة { قال } مثل هذا يكون جوابا لسؤال مقدر { أنا أحيي } بان لا اقتل من وجب القتل عليه وانجيه من الحبس { وأميت } بقتل من اردت قتله، وهذا مغلطة منه فى الجواب تمويها على العوام لان ابقاء الحياة الحاصلة من الله ليس احياء على انه ليس ابقاء للحياة بل هو ترك لفعل يؤدى الى ازهاق الروح؛ وهكذا الحال فى الاماتة، ولما كان الزامه ببيان مغلطته فى الجواب لم يكن يظهر على العوام عدل عن الالزام ببيان المغلطة الى التعجيز بوصف آخر، روى عن الصادق (ع): ان ابراهيم (ع) قال له فأحى من قتلته ان كنت صادقا و { قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق } لما ادعى الربوبية لنفسه بالاشارة الى قياس مستفاد من ادعاء حصر الاحياء والاماتة فى نفسه بتقديم المسند اليه فى قوله { أنا أحيي وأميت } تصويره هكذا ربك الذى يحيى ويميت وكل محيى ومميت انا فانا ربك، وموه ذلك على العوام عدل عن اسم الرب وقال: { فإن الله يأتي }؛ باسم الجلالة حتى لا يتأتى له التمويه بوصف المسند اليه ولا بوصف المسند { فأت بها من المغرب فبهت } البهت كالنصر الانقطاع والتحير وفعلهما كعلم ونصر وكرم وعنى والوصف مبهوت لا باهت وقرء مبنيا للفاعل ومبنيا للمفعول والمعنى فانقطع حجته او تحير { الذي كفر } اى نمرود { والله لا يهدي } جملة حالية والمعنى فانقطع حجته والحال انه لم يكن له معين يعينه فان المعين ليس الا الله والله لا يهدى { القوم الظالمين } على أنفسهم ثم على الخلق ثم على خلفاء الله.

[2.259]

{ أو كالذي } عطف على صلة الموصول اى الم تر الى الذى كالذى { مر على قرية } وقيل فى اعرابه وجوه اخر والمار كان عزير النبى (ع) او ارمياء (ع) وهما مذكوران فى الاخبار، وقيل: كان الخضر والقرية بيت المقدس حين خرابه بجنود بختنصر، وقيل: الارض المقدسة اى الشام، وقيل: القرية التى خرج منها الالوف فقال لهم الله: موتوا { وهي خاوية } خالية او خربة وعليهما فقوله تعالى: { على عروشها } حال او ساقطة على سقوفها بمعنى ان سقوفها سقطت ثم سقطت جدرانها على سقوفها، { قال أنى يحيي هذه } اى اهل هذه القرية او انى يعمر هذه القرية { الله بعد موتها } اى موت اهلها او خرابها وانما قال ذلك استعظاما لأمرها لا انكارا لقدرة الله عليها { فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك } يعنى انظر الى قدرة الله وعجيب صنعه فى ان طعامك وشرابك { لم يتسنه } فى طول هذه المدة، والهاء للسكت والمعنى لم يتغير { وانظر إلى حمارك } كيف صار رميما وتفرقت عظامه مع بقاء طعامك وشرابك { و } فعلنا ذلك بك { لنجعلك } او فعلنا ذلك بك لتصير موقنا مشاهدا ولنجعلك { آية للناس وانظر إلى العظام } عظام بدنك وعظام حمارك { كيف ننشزها } نرفعها ونركب بعضها على بعض وقرء بالراء المهملة من باب الافعال ومن الثلاثى المجرد { ثم نكسوها لحما فلما تبين له } وشاهد ما علمه سابقا بعد اماتته مائة عام { قال } النبى { أعلم } على قرائة المضارع او قال الله (اعلم) على قراءة الامر وقد ذكر فى الاخبار وجوه لاماتة هذا النبى (ع) وتفاصيل لكيفيتها من أراد فليرجع الى المفصلات { أن الله على كل شيء قدير } ومنه الاحياء بعد الاماتة.

[2.260]

{ وإذ قال إبراهيم } عطف على مجموع الى الذى حاج ابراهيم او على الموصول المجرور بالى واشارة الى وجه آخر لاخراج المؤمن من ظلمات حجاب العلم الى نور العيان، او عطف على قوله اذ قال ابراهيم على ما نقل انه قال بعد قول نمرود انا أحيى وأميت ان احياء الله برد الروح الى بدن الميت فقال نمرود: وهل عاينته؟ - فلم يقدر ان يقول: نعم، فسأل الله بعد ذلك فى الخلوة وقال { رب أرني كيف تحيي الموتى } حتى أجيب به نمرود { قال } الله { أولم تؤمن } اولم تذعن بانى اقدر على ذلك وافعل ذلك فى الآخرة؟ - { قال بلى } اذعنت بذلك وايقنته { ولكن } اسأل ذلك { ليطمئن قلبي } بالعيان بعد البيان، اعلم ان الظن كما سبق يطلب العلم بالمظنون والعلم يطلب الشهود والعيان، والعيان يجذب التحقق ويحرك كل صاحبه ولا يدعه يسكن عن الطلب حتى يوصله الى ما فوقه، فقال: ابراهيم (ع) بعد العلم بذلك: ان علمى يهيجنى ويجعل قلبى مضطربا فى طلب العيان فأطلب العيان ليطمئن قلبى { قال فخذ } الفاء جزائية لشرط مقدر يعنى ان اردت ذلك فخذ { أربعة من الطير } جمع الطائر او اسم جمع له كصحب وصاحب { فصرهن إليك } حتى لا يلتبس عليك قرئ بضم الصاد وكسرها من صار يصور وصار يصير بمعنى أمال وبضم الصاد وكسرها وشد الراء من صر مشدد الراء من باب نصر وضرب، وبفتح الصاد وشد الراء وكسرها من التصرية والجميع بمعنى الجمع فاقتلهن وقطعهن ومزجهن وجزئهن { ثم اجعل على كل جبل } من الجبال العشرة، وقيل: كانت الجبال اربعة وقيل كانت سبعة { منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا } اتيان سعى او هو مفعول مطلق من غير لفظ الفعل او هو حال بمعنى ساعيات.

অজানা পৃষ্ঠা