رابعا: حديث أنس رضي الله عنه أنه قال:
" بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت علي آنفا سورة، فقرأ: { بسم الله الرحمن الرحيم إنآ أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر } [الكوثر: 1-3] ".
قالوا: فهذا الحديث يدل على أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن أيضا، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأها في سورة الكوثر.
خامسا: واستدلوا أيضا بدليل معقول، وهو أن المصحف الإمام كتبت فيه البسملة في أول الفاتحة، وفي أول كل سورة من سور القرآن، ما عدا سورة (براءة)، وكتبت كذلك في مصاحف الأمصار المنقولة عنه، وتواتر ذلك مع العلم بأنهم كانوا لا يكتبون في المصحف ما ليس من القرآن، وكانوا يتشددون في ذلك، حتى إنهم منعوا من كتابة التعشير، ومن أسماء السور، ومن الإعجام، وما وجد من ذلك أخيرا فقد كتب بغير خط المصحف، وبمداد غير المداد، حفظا للقرآن أن يتسرب إليه ما ليس منه، فلما وجدت البسملة في سورة الفاتحة، وفي أوائل السور دل على أنها آية من كل سورة من سور القرآن.
دليل المالكية:
واستدل المالكية على أن البسملة ليست آية من الفاتحة، ولا من القرآن وإنما هي للتبرك بأدلة نوجزها فيما يلي:
أولا: حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بالحمد لله رب العالمين "
ثانيا: حديث أنس كما في " الصحيحين " قال:
" صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ".
অজানা পৃষ্ঠা