Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
প্রকাশক
دار الثريا للنشر
জনগুলি
العذاب، ومن حقت عليه الكلمة فلا يمكن أن يؤمن، سواء أنذر أم لم ينذر.
٥ - أن الأمر كله بيد الله ﷿، فهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ولكن هذا مقرون بالحكمة، فمن اقتضت حكمة الله ﷿ أن يهتدي هداه الله، ومن اقتضت حكمته أن يضل أضله الله، وهذا مبني على قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ (^١) وحينئذ يكون حرمان الله الهداية للشخص، يكون الشخص هو السبب في حرمان نفسه الهداية؛ لأنه ليس أهلًا لها، فالله ﷿ ينظر في قلوب العباد من وجد في قلبه صلاحية للهدي هداه، ومن وجد في قلبه عدم الصلاحية لم يهده، فأصل بلائك من نفسك.
٦ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الضال -والعياذ بالله- الذي كتبت عليه الضلالة لا يبصر الحق وإن كان الحق بينًا واضحًا فإنه لا يبصره، يكودن على بصره غشاوة، كما أنه لا يعقله أيضًا لقوله تعالى: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)﴾ (^٢) الذي يعتقد أن القرآن أساطير الأولين وأنه لا يفيد، وأنه بمنزلة سواليف العجائز، يري هذه الرؤية في كتاب الله ﷿، لأنه فاسد القلب، قلبه قد ران عليه ما كان يكسبه من الأعمال السيئة فلم ير الحق حقًّا.
ومن يكُ ذا فم مر مريض ... يجد مرًّا به الماء الزلالا
_________
(^١) سورة الصف، الآية: ٥.
(^٢) سورة المطففين، الآيتان: ١٣، ١٤.
1 / 32